هل يمكن اتباع نظام غذائي بديلا عن استخدام مضادات الحموضة؟

وفقا لدراسة  قام بها باحثون من معهد نورثويل-فينستين للبحوث الطبية وكلية الطب بنيويورك، فقد تم إثبات أن النظام الغذائي المعتمد بشكل أساسي على المصادر النباتية -كما هو الحال في حمية البحر المتوسط- يقوم بتوفير نفس الفوائد الطبية التي توفرها الأدوية المتداولة لعلاج حالات الارتجاع .
و قد نشرت هذه الدراسة في مجلة JAMA Otolaryngology.

هل يمكن اتباع نظام غذائي بديلا عن استخدام مضادات الحموضة؟

و وجدت الدراسة أن المرضى الذين استهلكوا نظاما غذائيا يحتوي على المصادر النباتية بنسبة من 90% إلى 95% مصحوبا بالمياه القلوية (و هذا هو نمط حمية البحر المتوسط السائد في الغذاء) كان لديهم تحسنا مساويا في أعراض الارتجاع -إن لم يكن أفضل- بالمقارنة مع المرضى الذين عولجوا باستخدام أدوية الارتجاع التقليدية ” مثبطات مضخة البروتون- PPIs” .

وقد كان هناك تحسنا ملحوظا في 62.6% من المرضى الذين اتبعوا حمية البحر المتوسط المصحوبة بالمياه القلوية، حيث انخفضت حدة الأعراض لديهم بمقدار 6 نقاط كاملة على مقياس أعراض الارتجاع (Reflux Symptom Index -RSI) ، و هو مقياس يستخدم لتحديد مدى شدة أعراض الارتجاع.
أما بالنسبة للمرضى الذين عولجوا بمثبطات مضخة البروتون فقد أظهر 54.1% منهم فقط ذلك التحسن المرجو .
و على الرغم من أن هذا البحث قد سلط الضوء على مرضى الارتجاع الحنجري-البلعومي فقط، إلا أن هذا النمط المتوسطي في الغذاء يفيد أيضا مرضى ارتجاع المريء.

يقول كريج زالفان -رئيس قسم طب الأذن والحنجرة، والمدير الطبي لمعهد الصوتيات و اضطرابات البلع في مستشفى فيلبس نورثويل، و الباحث في معهد فينشتاين-: “لقد كنت في السابق واحدا من أكثر الأطباء في المنطقة الذين يصفون الأدوية المثبطة لمضخة البروتون كعلاج لحالات الارتجاع، ولكن الشعور بأنه يجب أن يكون هناك طريقة أفضل لعلاج تلك الحالات هو الذي أدى بي للبحث عن البدائل التي تؤدي مثل دور العقاقير، وذلك في حالات الارتجاع الحنجري-البلعومي” .

وتابع الدكتور زالفان: “على الرغم من أن الدواء كان فعالا في بعض المرضى، إلا أنني شعرت بأنه لا يمكن أن يكون هو الوسيلة الوحيدة لعلاج الارتجاع، و بعد مطالعة الدراسات الحديثة التي أوضحت أن هناك زيادة في معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، والخرف والفشل الكلوي، كنتيجة لاستخدام مثبطات مضخة البروتون، أصبحت أكثر إصرارا على ضرورة إيجاد البديل” .

و يضيف: “لقد بدأت أبحاثي بدراسة الوجبات الغذائية النباتية الموضوعة خصيصا لعلاج المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، ثم قررت أن أضع نظاما غذائيا مخصص لعلاج مرضى الارتجاع الحنجري البلعومي، وقد أظهرت النتائج التي حصلنا عليها أننا نسير إلى الأمام في مجال علاج الارتجاع بدون دواء” .

ويتكون النظام الغذائي المقترح من قبل الدكتور زالفان في معظمه من الفواكه والخضروات والحبوب والمكسرات، مع توقف شبه كامل عن تناول كل من الألبان واللحوم، بما في ذلك لحوم البقر والدجاج والأسماك والبيض.
هذا بالإضافة إلى الاحتياطات اللازم مراعاتها مثل تجنب القهوة والشاي والشوكولاته والصودا والأطعمة الدهنية والمقلية والأطعمة الغنية بالتوابل والكحول.

و قد لاحظ الدكتور زالفان أن العديد من مرضاه الذين عولجوا باستخدام النظام الغذائي القائم على النبات قد شهدوا أيضا بعضا من فقدان الوزن، و تحسن الأعراض لبعض الحالات الطبية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم.

و أوضح الدكتور زالفان أن اتباع النظام الغذائي القائم على النباتات مع المياه القلوية و مراعاة الاحتياطات المذكورة، قد لا يُغني تماما عن استخدام الأدوية المضادة للارتجاع، خاصة في الحالات الأكثر شدة.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى