هل من الممكن أن يسبب التوتر النفسي فقدان البصر؟
التوتر النفسي له تأثير سلبي على جميع مناحي حياة الإنسان بما فيها صحته، حيث أوضحت دراسة حديثة أن من شأن التوتر النفسي أن يلحق الضرر بعين الإنسان مسبباً فقدان البصر على المدى الطويل.
لذا نستعرض تفاصيل هذه الدراسة في هذا المقال، وكيف يسبب التوتر النفسي فقدان البصر، ونصائح للتخلص من الضغط النفسي للوقاية من آثاره السلبية.
ما العلاقة بين التوتر النفسي وفقدان البصر؟
التوتر النفسي بكل صوره هو جزء لا يتجزأ من حياة كل إنسان ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يتمكنوا من التعامل مع هذه الأعراض بحكمة وإيجابية وكثير منا يترك نفسه لهذه الأعباء مؤثرةً بالسلب على صحته النفسية والجسدية منها صحة العين.
يستجيب الجسم وخاصة العين للتوتر والضغط النفسي من خلال مجموعة من الخطوات منها:
- جفاف العين وتهيجها.
- ازدواج الرؤية.
- إجهاد العين وعدم وضوح الرؤية.
- إجهاد عصب العين الأمر الذي يتسبب في ارتعاشها.
- زيادة ضغط العين نتيجة ارتفاع هرموني الكورتيزول والأدرينالين.
وأشار العلماء خلال هذه الدراسة أن الأعراض من شأنها أن تظهر في عين واحدة أو تنتقل من عين إلى الأخرى، وقد تكون بصفة مستمرة أو على فترات متقطعة، ومن شأنها أن تتطور لتصل إلى فقدان البصر.
كيف يسبب التوتر النفسي فقدان البصر؟
وفقاً لتحليل نتائج التجارب السريرية التي أجريت في هذه الدراسة، أثبت العلماء وجود علاقة قوية بين التوتر النفسي والرؤية من خلال مجموعة من العوامل منها:
هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)
يتسبب الضغط العصبي والتوتر في ارتفاع مستمر في هرمون الكورتيزول، الذي يقوم بوظيفته في تعطيل تدفق الدم من العين إلى المخ، الأمر الذي يتسبب في زيادة ضغط العين وحدوث مشاكل في الرؤية بشكل مفاجئ وعادة يتم تشخيصها بشكل خاطئ.
هرمون الأدرينالين (هرمون القتال أو الهروب)
التوتر من شأنه أيضاً رفع مستويات هرمون الأدرينالين الذي يعمل بالتزامن مع الكورتيزول على تسريع نبضات القلب وضخ الدم إلى الأطراف، كما أن الأدرينالين له تأثير مباشر على حدقة العين، فيعمل على اتساعها وقت التوتر والسماح لمرور المزيد من الضوء.
هذا الأمر يتسبب في إجهاد عضلات العين وارتعاشها والحساسية الشديدة للضوء ومشاكل في الرؤية.
نقص الأكسجين
الإجهاد والتوتر يتسبب في نقص الأكسجين الواصل إلى خلايا شبكية العين، فينتهي الأمر في النهاية إلى تلف وموت الخلايا.
زيادة فرص التعرض للالتهابات
تزداد فرص التعرض للهجمات المناعية لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، كلما زاد مستوى التوتر النفسي والقلق، وترتبط هذه الهجمات دائما بمشاكل في الرؤية لدى هؤلاء الأشخاص.
كيف يكون للتوتر النفسي نفس تأثير الشيخوخة على خلايا العين؟
أشارت مؤلفو الدراسة أن التوتر النفسي يتمكن من إجبار خلايا شبكية العين على المرور ببعض التغيرات اللاجينية المشابهة لتلك التي تحدث للعين في فترة الشيخوخة، وكلما زاد التوتر النفسي زاد معدل شيخوخة خلايا العين بطريقة تراكمية.
كيف يمكن الوقاية من الآثار السلبية للتوتر النفسي؟
في حقيقة الأمر لا يمكننا أن نمنع التوتر النفسي والإجهاد من حياتنا نهائياً ولكن نستطيع مواجهته بطرق بسيطة للتخفيف من وطئه على عقولنا وأجسامنا وحالتنا النفسية، وذلك عن طريق:
- النوم لمدة كافية لا تقل عن ٨ ساعات يومياً.
- قضاء بعض الوقت في الطبيعة واستنشاق الهواء النقي مع ممارسة رياضة المشي نصف ساعة يومياً.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والابتعاد عن الأطعمة التي تزيد من حدة التوتر النفسي والإحباط والكسل كالأطعمة الغنية بالدهون.
- تقبل الأمور التي لا يمكن تغييرها ومواجهة المشاكل بهدوء وحكمة.
المصادر
How Stress Affects Your Vision – The American Institute of Stress
Stress & Your Vision: What Recent Research Shows | NVISION Eye Centers