نظام غذائي عالي الدهون دون مخاطر صحية
دراسة: إزالة مثبطات البروتين تعيد التوازن الأيضي
نعلم جميعًا أن تناول كميات كبيرة من الدهون يزيد من مخاطر الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي، بسبب زيادة تراكم الدهون في الأعضاء والأنسجة ومن بين هذه المخاطر: زيادة معدلات الإصابة بالسمنة وداء السكري والسرطان وارتفاع ضغط الدم، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. إلا أن الدراسات العلمية الأخيرة توصلت إلى اكتشاف طريقة لتجنب الآثار الضارة الناجمة عن تناول الدهون. الأمر الذي سيساعد على تناول نظام غذائي عالي الدهون دون الخوف من المخاطر صحية. تابع هذا المقال للتعرف على التفاصيل الكاملة حول الدراسة.
نظام غذائي عالي الدهون دون مخاطر صحية
توصل العلماء في جامعة كاليفورنيا في إيرفين إلى اكتشاف هام حول كيفية درء الآثار الضارة الناجمة عن اتباع نظام غذائي عالي الدهون، وقد ركزت الأبحاث على مركب بروتين يسمى AMPK مسؤول عن استشعار تغذية الجسم، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على توازنه، على سبيل المثال: عند انخفاض الجلوكوز فإن البروتين يعزز عملية تحويل الدهون لإنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم، وقد توصل العلماء من خلال أبحاثهم أن استهلاك كميات كبيرة من الدهون يؤثر على بروتين AMPK ويمنعه من القيام بوظيفته ما يؤدي إلى اختلال التوازن في عملية التمثيل الغذائي. فقد توصل العلماء إلى أن تناول الدهون يسبب خللًا في معدلات الأيض ومع ذلك لم تتم دراسة كيفية منع الخلايا لهذه الآلية على نطاق واسع حتى الآن.
بدأت أبحاث العلماء في جامعة كاليفورنيا على مكون من مكونات بروتين AMPK يسمى (SAPS3) وهو المسؤول عن تثبيط نشاط AMPK. فقاموا بإزالة SAPS3 من جينوم مجموعة من الفئران. وأطعموهم وجبات غذائية تحتوي على نسب عالية من الدهون تصل إلى نسبة 45 %. ولقد أتت النتائج مذهلة حتى بالنسبة لفريق البحث.
اقرأ أيضًا: دراسة: توقيت ممارسة الرياضة يؤثر على معدل كمية الدهون
نتائج الدراسة
قال د. ماي كونج، أستاذ علم الأحياء الجزيئي والكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا: ” إن إزالة SAPS3 من هذه الفئران ساعد على تحفيز نشاط بروتين AMPK، ما سمح للفئران بالحفاظ على التوازن الطبيعي للطاقة على الرغم من تناول كمية كبيرة من الدهون. كما تمكنت الفئران من تجنب السمنة ومقاومة تطور مرض السكري”.
يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف في نهاية المطاف إلى طريقة جديدة للتعامل مع الحالات المتعلقة بعملية التمثيل الغذائي. وقالت د. يينغ يانغ أحد العلماء المشاركين في الدراسة: “إن حجب نشاط المثبط، يمكننا من مساعدة الأشخاص على إعادة تنشيط بروتين AMPK الخاص بهم. وبالتالي يمكن التغلب على الكثير من المخاطر المتعلقة بتناول الدهون مثل السمنة والسكري ومرض الكبد الدهني وغيرها من الأمراض وتناول نظام غذائي عالي الدهون بأمان. إلا أنه من الضروري الاعتراف بمدى أهمية وظيفة الأيض الطبيعية لكل جانب من جوانب الجسم”.
يعمل الباحثون حاليًا على تطوير جزيئات يمكنها تثبيط SAPS3 واستعادة توازن التمثيل الغذائي. إذ إنهم يخططون للدراسة التالية حول دور SAPS3 في حالات أخرى متعلقة بحالات اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل السرطان والشيخوخة.
يأتي هذا الاكتشاف في التوقيت الذي يستمر فيه ارتفاع معدل الإصابات بالأمراض المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي مثل السمنة وداء السكري. حيث أنه من المتوقع أن يعاني أكثر من نصف سكان العالم من السمنة أو زيادة الوزن المفرطة بحلول عام 2035، مقارنة بنسبة بلغت 38 % في عام 2020، وفقًا للاتحاد العالمي للسمنة. كما أنه من المتوقع أن يرتفع عدد المصابين بمرض السكري في جميع أنحاء العالم إلى نحو 578 مليونًا بحلول عام 2030، بزيادة تبلغ 25 %عن عام 2019، ذلك وفقًا لدراسة حديثة بعنوان ( أبحاث مرض السكري والممارسات السريرية، 2019 ).
في الختام، قد تمثل هذه الدراسة تغييرًا جذريًا في النظام الغذائي للعديد من الأشخاص وخصوصًا لمحبي الدهون، الذين يرغبون في تناول نظام غذائي عالي الدهون ويمنعهم من ذلك المخاطر الصحية التي تسببها الدهون في الجسم.