دراسة تحدد مؤشرًا حيويًا يساعد على التنبؤ بمدى استفادة مرضى سرطان القولون من العلاج الكيميائي
يتلقى عدد كبير من مرضى سرطان القولون في المرحلة الثانية أو الثالثة علاجًا كيميائيًا إضافيًا أو مساعدًا بعد الجراحة. ومع ذلك فقد أثبتت التجارب السريرية أن هذا العلاج لا يحسن فرص البقاء على قيد الحياة لكل المرضى. ومع تواصل جهود العلماء لمعرفة ندى استجابة المرضى من العلاج، نجحوا في اكتشاف مؤشر حيوي مكون من 10 جينات يساعد على التنبؤ بمدى استفادة مرضى سرطان القولون في المرحلة الثانية أو الثالثة من العلاج الكيميائي.
مؤشر حيوي جديد قد يساعد في توجيه علاج مرضى سرطان القولون
كان الباحثون قد اكتشفوا من خلال دراسات سابقة مؤشرات حيوية تساعد الأطباء على التنبؤ بمنحنى بقاء المريض أو فهم مدى خطورة السرطان. وعلى الرغم من أهمية هذه المؤشرات، فإنها لم تساعد في توجيه العلاج.
في هذه الدراسة وجد الباحثون أن المؤشر الحيوي يمكن أن يحدد من سيستفيد من العلاج الكيميائي لسرطان القولون. كما توصلوا أيضًا إلى أن المؤشر الحيوي قد يكون وسيلة للتنبؤ بما إذا كان العلاج المناعي سيساعد في علاج بعض المرضى. وهو أمر مهم لأنه لا توجد إرشادات واضحة حتى الآن بشأن مرضى سرطان القولون الذين قد يستفيدون من العلاج المناعي.
قد يهمك: دراسة جديدة تظهر فوائد حقن الحديد على نقل الدم قبل الجراحة
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف إمكانية استعادة صحة الكبد بعد التلف الناتج عن الإجهاد والشيخوخة
خطوات ونتائج الدراسة
تحتوي أورام مرضى سرطان القولون على العديد من الملفات الجينومية المختلفة. لذلك جمع الفريق ملفات تعريف التعبير الجيني من ستة مصادر متاحة للجمهور لإنشاء مجموعة بيانات تضم 933 مريضًا. ما يجعلها واحدة من أكبر مجموعات بيانات التعبير الجيني لسرطان القولون في المرحلتين الثانية والثالثة.
قام علماء البيانات في فريق الدراسة باختيار البيانات وإجراء مراقبة الجودة عليها بعناية للتأكد من قدرتهم على تحديد توقيع جيني دقيق للتنبؤ باستجابات العلاج الكيميائي.
كما أرادوا أن يكون التوقيع الجيني عمليًا، مع عدد صغير من الجينات. استخدموا التعلم الآلي لبناء شبكة من آلاف الجينات ذات الصلة المحتملة. والتي قلصوا نطاقها أولاً إلى شبكة مكونة من 18 جينًا ثم إلى 10 جينات.
وبمجرد أن تأكدوا من أن شبكة الجينات العشرة ذات أهمية بيولوجية، قاموا ببناء نموذج يحلل التوقيع الجيني للتنبؤ بالمرضى الذين سيستفيدون من العلاج الكيميائي المساعد.
بعد ذلك، أرادوا اختبار دقة توقيع الجين الخاص بهم. وقد اختبر علماء البيانات في الفريق القدرة التنبؤية للتوقيع الجيني من خلال مقارنته بنتائج آلاف الشبكات العشوائية التي تتألف من خمسة إلى خمسة عشر جينًا. وقد كان أفضل بشكل كبير في التنبؤ بما إذا كان المريض سيستفيد من العلاج الكيميائي.
قام الجراحون وأطباء الأورام بجمع عينات من أنسجة الورم من 109 مريضًا مصابين بسرطان القولون (colon-cancer) في المرحلتين الثانية والثالثة. إلى جانب معلومات حول استجابات المرضى للعلاج الكيميائي المساعد.
وقد أكدت الاختبارات التي استخدمت هذه العينات صحة النموذج بشكل أكبر. حيث وجدت الدراسة أن المرضى الذين تم توقع استفادتهم من العلاج الكيميائي بناءً على التوقيع الجيني حققوا نتائج بقاء أفضل بشكل ملحوظ من أولئك الذين تم توقع عدم استفادتهم.
يأمل فريق الدراسة أن يتم استخدام هذا المؤشر الحيوي في المستقبل لمساعدة المرضى. ولكن لا يزال من الضروري القيام بعدة خطوات أخرى قبل أن يكون من الممكن استخدامها سريريًا.