دراسة جديدة تسلط الضوء على تأثيرات متلازمة هافانا وسط الغموض المستمر

متلازمة هافانا هي مجموعة من الأعراض العصبية التي ظهرت لأول مرة على دبلوماسيين أمريكيين في كوبا عام 2016. وأودت بحياة العشرات منهم، ومع ذلك لم تجد الأبحاث الجديدة أي دليل ملموس على إصابة الدماغ لدى المصابين. ولم يستطع العلماء الوصول إلى سبب محدد لهذه الأعراض. ما يجعلها ظاهرة غامضة تُثير قلقًا كبيرًا. وهو ما دعا العلماء في هذه الدراسة إلى التعمق في دراسة متلازمة هافانا للوقوف على أسبابها.

بحث جديد يوضح لغز متلازمة هافانا

بحث جديد يوضح لغز متلازمة هافانا

اعترف الباحثون في المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بأن الأعراض المستمرة لمتلازمة هافانا. بما في ذلك الصداع النصفي والدوخة المزمنة والاكتئاب، لا تزال حقيقية إلى حد كبير. حتى لو لم يكن من الممكن تفسيرها بعد.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة هافانا – التي يشار إليها رسميًا باسم الحوادث الصحية غير المبررة (AHIs) – لا يظهرون أي اختلافات سريرية، وفقًا لبحثين جديدين نُشرا في مجلة جاما.

خطوات ونتائج الدراسة

في هذه الدراسة، قام الباحثون بتقييم أكثر من 80 مسؤولًا حكوميًا أمريكيًا وأفراد أسرهم باستخدام فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي وغيرها من اختبارات الدم والبصرية والسمعية. وتمت مقارنتهم مع مجموعة مراقبة من المسؤولين الأمريكيين في الخارج الذين لديهم مهام عمل مماثلة ولكن لم يتأثروا بالأعراض.

ووجد أن أولئك الذين يعانون من المتلازمة أبلغوا عن أعراض متزايدة من التعب والإجهاد اللاحق للصدمة والاكتئاب.

واحد وأربعون بالمائة من المصابين بـالأعراض الغامضة استوفوا معايير “الاضطراب العصبي الوظيفي”. وهي مشاكل في الطريقة التي يرسل بها الدماغ المعلومات ويستقبلها من بقية الجسم. ونتيجة لذلك يمكن تشخيص جميع المصابين بهذا الخلل الوظيفي تقريبًا بشكل مزمن من الدوخة.

وفي البحث الثاني، خضع المشاركون لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص حجم الدماغ وبنيته ووظيفته. تم إجراء هذه الاختبارات في المتوسط ​​بعد 80 يومًا من ظهور الأعراض ولم يتم الكشف عن أي تشوهات في التصوير تميز المجموعة المصابة بأعراض المتلازمة. لكن ذلك لا يستبعد وجود حدث سلبي يؤثر على الدماغ في وقت اختبار AHI.

وكانت المخابرات الأمريكية صرحت في عام 2022 إن الطاقة الموجهة المكثفة من مصدر خارجي يمكن أن تسبب بعض حالات متلازمة هافانا havana-syndrome، المعروفة رسميًا باسم الحوادث الصحية غير المبررة (AHIs).

لكن في مارس 2023، خلصت وكالات الاستخبارات إلى أنه لا يوجد دليل موثوق به على أن عدوًا أجنبياً لديه سلاح أو جهاز يسبب التهابات الجهاز المناعي. وأفادوا أن الأعراض ربما كانت نتيجة لظروف موجودة مسبقًا وأمراض تقليدية وعوامل بيئية.

اعتبر بعض الباحثون أن هذه الدراسة الجديدة بها بعض العيوب. حيث لم يتمكن فريق الدراسة من اكتشاف جميع إصابات الدماغ باستخدام الاختبارات المستخدمة.

 

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى