عقار شائع لعلاج السكري قد يكون الحل لعلاج أعراض الانسحاب من التدخين

يعد الإقلاع عن التدخين من الأمور الصعبة إن لم تكن المستحيلة، ولكن قد يكون الحل في دواء زهيد يستخدم لعلاج السكري، فقد وجدت دراسة قادها باحثون في جامعة جونز هوبكنز، أن عقار الميتفورمين (metformin) المستخدم لعلاج النوع الثاني من السكري يمكنه أن يمنع أعراض انسحاب النيكوتين وخاصة الرغبة الملحة.

عقار شائع لعلاج السكري قد يكون الحل لعلاج أعراض الانسحاب من التدخين

ووفقا للإحصائيات، فإن تدخين السجائر هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة التي يمكن الوقاية منها، وقد وجدت الدراسات السابقة أن التغيرات التي تحدث في الدماغ عند التخلي عن هذه العادة قد تكون السبب في العديد من الانتكاسات.

واستناداً إلى النتائج الجديدة، يستنتج الباحثون أن الميتفورمين _ذلك العقار زهيد الثمن_ يمكن وصفه كدواء مساعدة للتوقف عن التدخين للأشخاص الذين يحاولون التخلي عن السجائر.

ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يقتل التدخين ما يقرب من ستة ملايين شخص في السنة في أمريكا وحدها، إضافة إلى 16 مليون أمريكي يعانون حاليا من مرض ناتج عن هذه العادة.

وقد وجدت دراسة أجريت عام 2013، أن الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين لمدة 12 شهرا أو أقل، هم أكثر عرضة للانتكاس بنسبة تفوق الـ 50 في المئة ، وقد أشار الباحثون في هذه الدراسة أن ذلك قد يكون بسبب القلق المرتبط بالانسحاب.

ومن المعروف أن الاستخدام المزمن للنيكوتين يؤدي إلى تنشيط إنزيم يعرف باسم بروتين كيناز النشط أي أم بي (AMPK)، والذي يتم تثبيطه أثناء الانسحاب، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الميتفورمين _الذي يستخدمه ما يقرب من 120 مليون شخص في جميع أنحاء العالم_ لديه القدرة على تنشيط هذه الإنزيمات.

وفي الدراسة الحالية التي نشرت في مجلة PNAS، أراد الدكتور سانغوون كيم وزملاؤه معرفة ما إذا كان هذا الإنزيم _الذي يتم تحفيز بواسطة الميتفورمين_ يمكن أن يقلل أو حتى يزيل أعراض انسحاب النيكوتين.

ولإثبات ذلك، قسم الباحثون فئران التجارب إلى مجموعتين: مجموعة تم حقنها بالنيكوتين والأخرى بمحلول ملحي لمدة أسبوعين تقريبا، وقبل الإقلاع عن النيكوتين، أعطى الباحثون الفئران الميتفورمين بصورة مستمرة.

وعندما توقفوا عن إعطاء النيكوتين للفئران، قام الباحثون بقياس الاستجابات السلوكية للفئران لمدة تصل إلى 48 ساعة؛ لأن أول يومين من الانسحاب يرتبطان بأعلى معدل للانتكاس في البشر، ووجد الباحثون أن الفئران التي تم حقنها بالنيكوتين وأعطيت الميتفورمين لم تظهر أي من أعراض الانسحاب كالقلق أو الآثار السلبية الأخرى. ووجدوا أن الميتفورمين قد منع السلوكيات المضطربة التي يسببها انسحاب النيكوتين تماما.

يقول الدكتور كيم لصحيفة “ديلي ميل أونلاين”: “كانت المفاجأة الكبرى أن نفس المسار الذي حاولت معظم عقاقير مرض السكري استهدافه في الدماغ، ينعكس تماما أثناء التوقف عن التدخين”.

وقد وجدت الدراسات السابقة أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يسبب تغيرات في الدماغ تجعل الناس أكثر عرضة للانتكاس.

ويعتقد الدكتور كيم أنه عند استخدامه بجرعات مناسبة، قد يعالج الميتفورمين أعراض الانسحاب دون إحداث أي خلل في مستويات الجلوكوز في الدم.

وإضافة إلى قدرته على منع أعراض الانسحاب، فيمكن للميتفورمين أن يساهم في فقدان الوزن لدى المدخنين السابقين، ومن المعروف أن التوقف عن التدخين يرتبط بزيادة الشهية وزيادة الوزن.

وختم كيم: “هناك حاجة لمزيد من الدراسات لمعرفة الجرعة الفعالة للبشر، لكن بالنظر إلى معايير السلامة الخاصة بهذا الدواء، فإن النتائج واعدة للغاية”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى