دراسة/ ستيفيا بديل السكر الصحي الأكثر توافقا مع الدماغ
يسعى الكثير من الأشخاص للبحث عن مُحليات بديلة للسكر تعطي مذاقًا مشابهًا دون التسبب في زيادة كبيرة في الوزن أو حدوث مشاكل صحية أخرى. لذلك لجأ العديد من الأشخاص لاستخدام المحليات كبديل للسكروز وأصبح هذا هو الاتجاه الحالي في صناعة المواد الغذائية. وعلى الرغم من أن جميعها تمتلك المذاق الحلو، إلا أن العديد من بدائل السكر لها اختلافات ملحوظة مقارنة بالسكروز عند استهلاكها. حيث أشارت الأبحاث إلى أن الدماغ يمكنه التمييز بين المواد المختلفة حلوة المذاق. لكن العمليات العصبية الكامنة وراء قدرة الدماغ على التمييز بين المحليات لا تزال غير مفهومة بشكل جيد. وخلال هذه الدراسة توصل الباحثون إلى أن ستيفيا بديل السكر هو الخيار الصحي والأكثر توافقا مع الدماغ.
ستيفيا بديل السكر الصحي
نظرًا للمخاطر المعروفة للإفراط في استهلاك كميات كبيرة من السكر، وأهمها السمنة، التي أصبحت مشكلة شائعة في جميع أنحاء العالم، بدأ العديد من الأشخاص في استخدام مُحليات بديلة للسكر. وتعد ستيفيا من أفضل الخيارت، وهو مُحلي يستخدم على نطاق واسع مشتق من أوراق نبات موطنه أمريكا الجنوبية. يوصي العديد من اختصاصيي التغذية باستخدام ستيفيا بديل السكرز لأنها حلوة المذاق وفي الوقت نفسه تحتوي على سعرات حرارية أقل. بالإضافة إلى تأثيرات قليلة على مستويات الجلوكوز في الدم.
ستيفيا تظهر استجابة مشابهة للسكر في الدماغ.
أجرى مؤخرًا باحثون في جامعة شنغهاي للعلوم والتكنولوجيا، والأكاديمية الصينية للعلوم (CAS)، دراسة مبتكرة. تهدف إلى فهم أفضل حول ما يحدث في دماغ الفئران عن إطعامهم بأنواع مختلفة من المحليات. تشير النتائج التي توصلوا إليها، والتي تم نشرها في مجلة أبحاث العلوم العصبية، إلى أن استجابة الخلايا العصبية للسكروز والستيفيا متشابهة. ما يشير إلى أن ستيفيا يمكن أن تكون بديلاً رائعًا للسكر بنفس الدرجة ولكنه أكثر صحة.
استهدف الباحثون خلال الدراسة فهم كيفية استجابة دماغ الفئران بعد تناول ستيفيا، أو السكر. أو واحد من المحليات الثلاثة الأخرى (على سبيل المثال، إكسيليتول، وجليسيرهيزين، وموغروسيد). للتحقق مما إذا كانت هناك منطقة دماغية محددة في الجهاز العصبي المركزي يمكن أن تعكس الاختلافات بين بدائل السكر هذه و السكروز في الوقت الحقيقي.
كان الفريق يأمل في الكشف عن كيفية استجابة الخلايا العصبية في دماغ الفأر للاستهلاك المستمر لهذه المحليات المختلفة على مدى ستة أسابيع. بالإضافة إلى ذلك، كانوا مهتمين بتحديد ما إذا كانت أي من المحليات منخفضة السعرات الحرارية التي فحصوها تثير استجابات دماغية مماثلة للسكر.
خطوات ونتائج الدراسة
قام الباحثون بإطعام الفئران ستة وجبات غذائية مختلفة لمدة ستة أسابيع. تم تغذية مجموعة واحدة من الفئران بنظام غذائي متحكم (مع مزيج من المحليات). في حين تم تغذية المجموعات الأخرى بنظام غذائي يحتوي على كميات عالية من السكر، أو ستيفيا، أو إكسيليتول، أو جليسيرهيزين، أو موجروسيد، على التوالي.
سجل الباحثون نشاط الخلايا العصبية في دماغ الفئران في الوقت الحقيقي. ذلك باستخدام تصوير الكالسيوم في الجسم الحي. هذه تقنية تجريبية تسمح للعلماء بمراقبة التغيرات في مستويات الكالسيوم داخل الخلايا. كما تكشف بدورها عن أنماط نشاط هذه الخلايا.
كشفت تسجيلات الفريق أنه بالمقارنة مع بدائل السكر الأخرى فإن ستيفيا تحفز نشاط الخلايا العصبية بطريقة مشابهة إلى حد كبير النشاط الناتج عن تناول السكر. وبذلك تشير نتائج الدراسة أن ستيفيا هي الأكثر توافقًا مع الدماغ من بين بدائل السكر الأكثر استخدامًا على نطاق واسع. وتعكس بشكل وثيق طعم السكر المتصور.
وجد الباحثون أن نشاط الخلايا العصبية في منطقة الدماغ الناجم عن ستيفيا stevia كان مشابهًا للنشاط الناجم عن السكروز. ما يشير إلى أن ستيفيا يمكن أن تكون بديل السكر الأكثر توافقًا مع الدماغ. لذلك، في صناعات الأغذية والمشروبات ذات الصلة، يجب أن تحظى ستيفيا بمزيد من الاهتمام.
في المستقبل، يمكن لهذه الدراسة الحديثة أن تشجع المزيد من منتجي الأطعمة والمشروبات على دمج ستيفيا بديل السكر في منتجاتهم. للحد من أضرار السكر وتجنب المخاطر التي يؤدي إليها.