دراسة: "حمض الترانيكسيميك" قد يمنع آلاف الوفيات الناتجة عن إصابات الرأس كل عام

أكدت دراسة حديثة أن “حمض الترانيكسيميك” _المُستخدم بكثرة كعقار مضاد للنزيف_قد يمنع حدوث آلاف الوفيات الناتجة عن إصابات الرأس سنويًا.

وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من شيوع هذا العقار وقلة ثمنه، إلا أنه يُساهم في إنقاذ عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم.

حيث يعمل حمض الترانيكسيميك كعقار مُساعد على تكوين الجلطة الدموية، وهو ما يُستخدم للسيطرة على مناطق النزيف الحاد من الأوعية الدموية المُصابة_بعد التعرض للطعن أو إطلاق النار على سبيل المثال.

ويقترح الباحثون أن يتم إعطاء هذا العقار بشكل سريع للذين يُعانون من إصابات_خفيفة إلى معتدلة_بالرأس.

يقول البروفيسور إيان روبرتس_أستاذ الصحة العامة بجامعة لندن كوليدج: “في السابق، كان استخدامنا لحمض الترانيكسيميك يقتصر فقط على حالات النزيف الحاد ومرضى الصدمة”.

“ولكن هذه الدراسة تُشير إلى أنه قد يكون وسيلة رخيصة وفعالة ومتاحة بسهولة للسيطرة على إصابات الرأس وتقليل الوفيات أو تقليص العجز الناتج عنها”.

ويضيف: “قد يُساهم هذا العقار المتواضع في إنقاذ عشرات الآلاف من الأشخاص كل عام”.

تشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 70 مليون إصابة جديدة في الدماغ في جميع أنحاء العالم كل عام.

وتنتج تلك الإصابات بسبب حوادث السيارات أو الاعتداءات الجسدية أو السقوط من أعلى.

وبرغم أن الغالبية العظمى من تلك الإصابات تُصنف كخفيفة أو معتدلة، ولكنها قد تؤدي إلى الوفاة بنسبة لا يستهان بها.

• إصابات الرأس الخفيفة ترفع من احتمالية الإصابة بالخرف

• علماء يتمكنون من علاج تلف الدماغ في طفلة تعرضت للغرق لـ 15 دقيقة

• نجاح المرحلة الأولى لعلاج إصابات الحبل الشوكي باستخدام الخلايا الجذعية

شملت الدراسة_التي نشرت في مجلة The Lancet medical journal_حوالي 29 دولة، وركزت على أكثر من 9000 مريض عولجوا باستخدام حمض الترانكسيميك في غضون 3 ساعات من تعرضهم للإصابة.

وعلى الرغم من أن العقار لم يُجد نفعًا في حالات إصابات الرأس الشديدة، إلا أنه ساهم في وقف النزيف وخفض معدلات الوفاة في الحالات الأقل خطورة.

حيث وجد الباحثون أن العقار ساهم في تقليل معدل الوفيات في حالة إصابات الدماغ الخفيفة والمعتدلة بنسبة 22%.

يقول روبرتس: “يُعد إيقاف النزيف في حد ذاته إنجازاً كبيرًا إذا كنت تتعامل مع حالة مصابة بالرأس”.

“فإيقاف النزيف يعني منع تكون كدمة هائلة داخل الجمجمة، وما يترتب على ذلك من تلف المخ والإصابة بالعجز أو الوفاة”.

ولكن عامل الوقت مهم جدًا في تلك الحالات، فكلما تدخلت أسرع كلما كانت العواقب الوخيمة أقل.

يقول روبرتس: “لحسن الحظ أن 90% من إصابات الرأس يمكن تصنيفها خفيفة إلى متوسطة”.

“إن هذا يعني أن المجال متسع أمامنا لاستخدام حمض الترانكسيميك للسيطرة على حالات نزيف المخ، ومنع آلاف الوفيات حول العالم”.

• طالع في قسم الأدوية المزيد من المعلومات عن عقار هيموفارين Haemofarin (أدوية الدم).