دراسة: حمام دافئ يوازي 30 دقيقة من المشي
قد تبدو لك بعض الحقائق مذهلة لدرجة أنك قد تشك في صدقها، كالقهوة التي تساعدك أن تعيش مدة أطول، والشوكولاتة التي تجعلك أكثر ذكاءً. ولكنك قد لا تصدق أن حمامًا دافئًا قد يحرق العديد من السعرات الحرارية مثل المشي لمدة 30 دقيقة!
سيكون من الرائع لو كان ذلك حقيقة. فكر في الأمر: حمام دافئ يساعدك على الاسترخاء، وفي نفس الوقت يمكنك أن تجني فوائد ممارسة الرياضة المعتدلة. إنها تجارة رابحة!
والآن دعني اخبرك بالجزء الأفضل؟ تلك حقيقية، فقد وجدت دراسة أجراها أخصائي الطب الرياضي ستيف فولكنر من جامعة لوبورو في المملكة المتحدة ونشرت في مجلة تيمبرايتشر (Temperature)، أن مجرد أخذ حمام دافئ يخفض مستويات السكر في الدم لدى الرجال، ويؤدي إلى ارتفاع كبير في مستويات الطاقة لديهم.
يقول فولكنر لهيئة الإذاعة البريطانية: “لقد كان اهتمامنا الأول ينصب على تحديد مقدار استهلاك الطاقة أثناء الاستحمام، ووجدنا أن هناك زيادة في استهلاك الطاقة بنسبة 80 بالمائة عند الجلوس في الحمام لمدة ساعة.”
لكن هناك أمران يجب أن تكون على علم بهما مقدمًا. فكما ذكر سابقا، في التجربة استمر الحمام لمدة ساعة كاملة، لذلك تحتاج إلى بعض الوقت إذا كنت ترغب في تجربة هذا في المنزل.
والأمر الآخر هو درجة الحرارة. ففي الدراسة التي شملت 14 رجلا كانت درجة حرارة المياه ثابتة عند 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت)، وبالتالي فإن درجات الحرارة المنخفضة أو المرتفعة ستؤدي إلى نتائج مختلفة.
لكن كيف يعمل ذلك؟ .. يعتقد فولكنر أن الإجابة تكمن فيما يسمى بروتينات الصدمة الحرارية، والتي تنتج أثناء ممارسة التمارين، وأخذ حمام دافئ كما أوضحت النتائج، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل مختلف عما يحدث أثناء التمارين الرياضية.
يقول فولكنر: “إن بروتينات الصدمة الحرارية هي عبارة عن جزيئات تنتجها جميع خلايا الجسم البشري استجابةً للضغوط”.
“وعلى المدى الطويل، قد تساعد المستويات المرتفعة من هذه البروتينات على تحسين حساسية الجسم للأنسولين والتحكم في نسبة السكر في الدم”.
ومن المعروف أن مستويات هذه الأنواع من البروتينات تقل لدى مرضى السكري، ويقول فولكنر أن النتائج توحي بأن حماما دافئا يمكن أن يكون أسلوبًا مفيدًا لمساعدة المصابين بداء السكري من النوع الثاني على التحكم في مستويات الجلوكوز لديهم، بالإضافة إلى مساعدتهم على التحكم في الوزن بشكل عام.
لا يعني ذلك أن الباحثين يقولون أن الجميع يجب أن يتخلوا عن ممارسة التمارين الرياضية، ويلجأوا للاستحمام فقط كبديل.
ففي الوقت الذي أحرق فيه الرجال محل الدراسة ما معدله 140 سعر حراري في الساعة أثناء حمامهم الدافئ، إلا انهم قد حصلوا على نتيجة أفضل بكثير عند ركوب الدراجات طوال نفس الفترة _مستهلكين ما يعادل 630 سعرة حرارية.
وبسبب هذا التفاوت الذي يبلغ خمسة أضعاف، يقترح الباحثون أن أخذ حمام دافئ ينصح به في الغالب للأشخاص الذين تمنعهم حالتهم الصحية لأي سبب من الأسباب عن ممارسة الرياضة البدنية.
ففي هذه الحالات، يمكن أن يكون هذا هو أفضل حل للحصول على فوائد التمرين المعتدل، دون أن ترهق نفسك بممارسة التمارين الشاقة.