دراسة: البشر يُشبهون حيوان السمندل في ذلك الأمر !!

أكدت دراسة جديدة أن البشر يُشبهون حيوان السمندل (السلمندر) من حيث امتلاكهم القدرة على إصلاح تلف الغضاريف المفصلية ذاتيًا.

وأشارت الدراسة إلى أنه مثلما يستطيع حيوان السمندل إصلاح التلف اللاحق بأطرافه، ويستطيع نجم البحر إنماء أحد أضلاعه المفقودة، فإن غضاريف المفاصل البشرية تمتلك القدرة ذاتها على إصلاح نفسها وتعويض الجزء التالف بعد تعرضها للإصابة.

البشر يُشبهون حيوان السمندل
دراسة: البشر يُشبهون حيوان السمندل في ذلك الأمر !!

فقد استطاع الباحثون_من مؤسسة Duke للأبحاث الطبية_اكتشاف الآلية التي يتم من خلالها تجديد وإصلاح النسيج الغضروفي التالف بداخل المفاصل.

وأوضحوا في نتائجهم_التي نُشرت في مجلة Science Advances Journal_أن تلك القدرة على الاستشفاء ذاتيًا أوضح ما يكون في مفصل الكاحل، بينما تنخفض قوتها في مفصل الورك.

تقول الدكتورة فيريجينيا كراوس_اخصائية جراحة العظام: “نعتقد أن فهمنا التام لتلك الآلية التي يتشابه فيها البشر مع حيوان السمندل هي البداية نحو عدد من الإنجازات الطبية”.

“إننا نأمل أن يقودنا هذا الاكتشاف نحو علاج التهاب المفاصل؛ بل وربما نتمكن أيضًا من إصلاح تلف أطراف بشرية كاملة”.

لقد توصلت كراوس وزملاؤها إلى طريقة فريدة يمكنها تحديد عمر البروتينات استنادًا إلى دراسة الساعات البيولوجية الخلوية.

حيث تحتوي البروتينات المُصنعة حديثًا في الأنسجة على عدد قليل من الأحماض الأمينية المتحولة، على عكس البروتينات القديمة شديدة التحول.

وقد مكن ذلك الباحثون من معرفة عمر الكولاجين المُكون للغضاريف البشرية، وتحديد عمره بدقة وتاريخ بداية التلف الذي لحق به.

ووجد الباحثون أن عمر الغضروف_والكولاجين بداخله_يعتمد بشكل كبير على موقع المفصل في الجسم.

فوجدوا أن مفاصل الكاحلين تكون “شابة” مقارنة بمفاصل الركبتين أو الوركين لنفس الشخص.

وهو ما يُفسر قدرة مفصل الكاحل على الاستشفاء الذاتي بكفاءة شديدة عند مقارنته بالمفاصل الأخرى؛ أي أن غضاريفه “الشابة” تكون قادرة على الانقسام والنمو لإصلاح التلف.

كما يٌفسر أيضًا لماذا تستغرق الإصابات التي تصيب مفصل الركبة_أو مفصل الورك_وقتًا طويلاً للتعافي، وتكون أكثر عرضة لحدوث المضاعفات.

وقد اكتشف الباحثون أيضًا وجود قطعًا جينية أُحادية (microRNA) في داخل النسيج الغضروفي للمفاصل تُشبه قطعًا جينية في بعض الحيوانات المعروفة بقدرتها على إصلاح تلف أجسادها؛ كالسمندل ونجم البحر وبعض فصائل السحالي.

يقول الباحثون: “نعتقد أننا يمكننا تعزيز تلك القدرة في المفاصل البشرية إلى الحد الذي يُمكننا من علاج التهاب (خشونة) المفاصل”.

“كما نعتقد أن تلك الآلية على الاستشفاء الذاتي ربما تتواجد في أنسجة أخرى بداخل الجسم البشري، وليس فقط النسيج الغضروفي”.

“إننا نحتاج إلى مزيد من الأبحاث قبل أن نتمكن من تطبيق تلك النتائج وتحويلها إلى إيجابيات ملموسة”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى