دراسة: الأدوية المضادة للذهان قد تؤدي إلى الإصابة بسكري الحمل
تقوم العديد من النساء باستخدام الأدوية المضادة للذهان (antipsychotic drugs) خلال فترة الحمل دون التأكد من سلامتها، ولا معرفة ما هي الآثار التي قد تترتب على تناولها خلال تلك الفترة.
لقد أثبتت الدراسات السابقة أن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات النفسية (كاضطراب ثنائي القطب، والفصام وغيرها من اضطرابات الصحة العقلية) يمكنها أن تُحدث آثاراً سلبية على الأيض والحالة العامة للجسم؛ مثل زيادة الوزن والسكري.
ولكننا لم نكن نعلم ما إذا كان الاستخدام المستمر لتلك الأدوية خلال فترة الحمل قد يتسبب في حدوث سكري الحمل أم لا؟
ومن أجل الوصول إلى إجابة؛ فقد قام باحثون من كل من (مستشفى بريجهام للنساء، وكلية الطب بجامعة هارفارد، ومدرسة هارفارد للصحة العامة) بدراسة العلاقة بين تناول الأدوية المضادة للذهان خلال فترة الحمل، وزيادة احتماليات حدوث سكري الحمل؛ وذلك من خلال ورقة بحثية جديدة نُشرت على الإنترنت بواسطة المجلة الأمريكية للطب النفسي “American Journal of Psychiatry“.
لقد كان تقدير حجم هذه المخاطر أمراً مهماً، حيث أن حوالي 50% من النساء التي تصاب بسكري الحمل سوف تصاب حتماً بالنوع الثاني من السكري خلال سنوات حياتها التالية؛ كما أن سكري الحمل قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية مثل تسمم الحمل، والولادة القيصرية، ونقص السكر في دماء الأم والجنين، وأيضاً كبر حجم الجنين فوق المعدلات الطبيعية.
وقد تناولت الدراسة خطر الإصابة بسكري الحمل المصاحب للاستخدام المستمر للعديد من الأدوية المضادة للذهان؛ وقد ركز الباحثون بالتحديد على خمسة مضادات للذهان، وهي: الريسيبيريدون “risperidone” والكويتيابين “quetiapine” والاريبيبرازول “aripiprazole” والزيبراسيدون “ziprasidone” والأولانزابين “olanzapine”.
وقد أظهرت النتائج أن الاستخدام المستمر لكل من الأولانزابين “olanzapine، والكويتيابين “quetiapine” قد ارتبط بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل، مقارنةً بالسيدات اللواتي توقفن عن تناول هذه الأدوية.
أما فيما يتعلق باستخدام الريسيبيريدون “risperidone”، والاريبيبرازول “aripiprazole”، والزيبراسيدون “ziprasidone” أثناء الحمل، فلم يثبت علاقتهم بحدوث سكري الحمل.
وقد شملت الدراسة السيدات اللواتي لم يكن لديهن تاريخ مرضي للإصابة بالسكري وتناولن الأدوية المضادة للذهان خلال الأشهر الثلاثة السابقة للحمل، ثم تم تقسيمهن إلى مجموعتين: أحدهما استمرت في تناول تلك الأدوية خلال النصف الأول من الحمل، والأخرى توقفت عن استخدامها؛ ثم تمت المقارنة بين المجموعتين.
تقول كريستا هايبريشت -كبير باحثي الدراسة: “لقد لاحظنا أن استخدام بعض مضادات الذهان قد يؤدي إلى درجات متفاوتة من الاضطرابات الأيضية، بما ذلك حدوث سكري الحمل إذا ما تناولته الأم خلال فترة حملها”.
وتضيف: “يجب أن يوازن الأطباء بين فوائد استخدام دواء معين خلال فترة الحمل وبين الأضرار المحتملة لذلك الدواء؛ وحيث أن موضوع بحثنا هو الأدوية المضادة للذهان، فإنه ينبغي علينا الإلمام بجميع الآثار المترتبة على استخدامها، وذلك بهدف اتخاذ القرار الصائب وإبقاء المريض على نظام علاجي مستقر”.