دراسة أمريكية: المشي بخطوات سريعة يعني أن الشخص يمتلك قدرات عقلية متميزة!

أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الأشخاص الذين يمارسون رياضة المشي بخطوات سريعة يمتلكون عقولًا أكثر نشاطًا مقارنةً بغيرهم.

فعلى الرغم من اعتقاد الكثير من العلماء في السابق بأن ذوي الخطوة المتأنية هم الأكثر ذكاءًا وقدرة على التأمل؛ إلا أن الدراسة الحالية نفت ذلك.

فاستنادًا إلى تجارب متعددة، وجد الباحثون أن المشي ببطء يعني تراجع قدرات المخ، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الشيخوخة التنكسية العصبية.

المشي بخطوات سريعة
دراسة أمريكية: المشي بخطوات سريعة يعني أن الشخص يمتلك قدرات عقلية متميزة!

لقد قام الباحثون بإنشاء علاقات بيانية بين سرعة مشي الشخص وقدراته العقلية والذهنية؛ وأيضًا مدى قوته العضلية.

حيث استخدموا المشي كمؤشر موثوق على القوة الإدراكية للشخص؛ وذلك لارتباطه الشديد بنشاط الجهاز العصبي المركزي وليس فقط الجهاز العضلي-الهيكلي.

ولكن الكثير لا يعلمون أن نمط المشي لشخص ما_حتى وإن كان شابًا_يدل على الشكل المتوقع لقدراته الذهنية والعقلية في المستقبل.

لقد وجد الباحثون أن الارتباط بين المشي وصحة الدماغ شديد الوضوح، ويؤكدون أن اختبارات المشي توفر مؤشر مبكر جدًا على احتمالية الإصابة بالخرف.

وأشارت النتائج_التي نُشرت في مجلة JAMA_أن الأشخاص الذين تبلغ متوسط أعمارهم 45 عامًا ويمشون بخطوات سريعة، يتفوقون في اختبارات الذكاء على ذوي الخطوات البطيئة بحوالي 16 نقطة.

وقد تم حساب ذلك عندما طُلب من المشاركين أن يمشوا بأقصى سرعة ممكنة_بالنسبة إليهم، ومقارنتها بنتائجهم في اختبارات تقييم الذكاء.

أما الأشخاص الذين لديهم مشية أبطأ فقد سجلوا نتائج أقل في جميع التمرينات البدنية_كاختبارات قبضة اليد واختبارات التنسيق بين المحركات البصرية، وأيضًا أظهروا تراجعًا في المؤشرات الحيوية الدالة على صحتهم.

وقد وجد الخبراء أيضًا أن المشية البطيئة ترتبط بظهور علامات الشيخوخة في وقت مبكر؛ كضعف الأسنان والرئتين وتدهور صحة الدماغ.

ويُشير الباحثون_من جامعة نورث كارولينا_إلى أن العوامل الوراثية يمكنها أن تفسر تلك العلاقة بين سرعة مشي الشخص وصحته العقلية.

فعندما تكون الدماغ_والجهاز العصبي بأكمله_في حالة جيدة ونشطة، فإن ذلك ينعكس على صحة وكفاءة الجهاز العضلي الهيكلي وبالتالي تحسين المشي.

شملت الدراسة 904 رجلًا وامرأة بمتوسط عمر 45 عامًا، واستمرت متابعتهم لمدة 3 سنوات كاملة مع إخضاعهم للعديد من الاختبارات.

وقد أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن المشاة الأبطأ كانوا يميلون إلى انخفاض الحجم الكلي للدماغ، وانخفاض سمك القشرة المخية، ونقص المساحة الكلية لسطح الدماغ، وزيادة معدلات التعرض للتشنجات المٌفرطة نتيجة نقص التدفق الدموي للمخ.

وقال الباحثون “باختصار شديد، بدت أدمغة المشاه الأبطأ أكثر شيخوخة إلى حد ما”.

يقول الدكتور لين راسموسمن_الذي قاد البحث: “قد تكون لدينا فرصة للتنبؤ بشكل قدرات المخ في المستقبل في بعض الأشخاص من خلال متابعة مشيتهم”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى