ثورة الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن السرطان
يعد سرطان الثدي من بين أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عالميًا. وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عنه. في هذا الصدد، قام معهد عبد اللطيف جميل للتعلم الآلي في الصحة بدور ريادي من خلال تطوير نماذج تنبؤية متقدمة تساهم في تحسين فرص التشخيص والعلاج.
الذكاء الاصطناعي في مواجهة السرطان

في السنوات الأخيرة، شهد معهد عبد اللطيف جميل للتعلم الآلي في مجال الصحة (Jameel Clinic) التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تقدمًا ملحوظًا في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي للتنبؤ بمخاطر الإصابة بالسرطان. دعمت عيادة جميل تطوير نموذجين متطورين للتنبؤ بالسرطان، هما:
- ميراي (Mirai)
تم إطلاقه في عام 2021، وهو نموذج تعلم عميق قادر على التنبؤ بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي حتى خمس سنوات مقدمًا ذلك من خلال تحليل صور الماموغرام. تم تدريب ميراي على مجموعات بيانات متنوعة لضمان دقته عبر مختلف الفئات السكانية.
حاليًا، يتم استخدام ميراي في 66 مستشفى بين أنحاء العالم. مع التركيز على البلدان ذات مؤشرات التنمية البشرية المنخفضة لتعزيز الكشف المبكر وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.
- سيبيل (Sybil)
أطلق في عام 2022، ويعمل بطريقة مشابهة لميراي. الذي يحلل صور الأشعة المقطعية ذات الجرعة المنخفضة لتقديم تقييم لمخاطر الإصابة بسرطان الرئة حتى ست سنوات مقدمًا. يعد سيبيل أداة واعدة في تحسين استراتيجيات الفحص والوقاية من سرطان الرئة.
قد يهمك: إطلاق أول ماسح ضوئي محمول للأشعة المقطعية للدماغ
اقرأ أيضًا: أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب: بحجم حبة الأرز
التحديات وسبل التغلب عليها
على الرغم من الفوائد الواضحة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن السرطان، تواجه بعض التحديات في تطبيقها، خاصة في البلدان ذات الموارد المحدودة. تتضمن التحديات على سبيل المثال قلة توافر صور الماموغرام بسبب تكلفتها، وانخفاض نسبة الأجهزة الطبية مقارنة بعدد السكان. والمخاوف الثقافية المتعلقة بالفحص الطبي. لمواجهة هذه التحديات. تم التخطيط لحملات فحص مجانية لزيادة عدد الصور المتاحة. بالإضافة إلى جهود توعوية للتغلب على المخاوف الثقافية.
كما يشارك فريق Jameel Clinic في مشروع MATCHMAKERS، وهو جزء من مبادرة “تحديات السرطان الكبرى” الممولة من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة والمعهد الوطني للسرطان. يهدف هذا المشروع إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير علاجات مناعية أكثر تخصيصًا وفعالية. ذلك من خلال فهم كيفية تمييز الخلايا التائية للخلايا السرطانية. كما يضم الفريق باحثين من مؤسسات عالمية مرموقة. يتوقع أن يُحدث المشروع تقدمًا كبيرًا في مجال العلاج المناعي للسرطان.
تظهر التطورات الحديثة في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، خاصة في الكشف المبكر عن السرطان، إمكانات كبيرة لتحسين التشخيص والعلاج أيضا. من خلال التعاون الدولي وتطبيق هذه التقنيات في البيئات ذات الموارد المحدودة، يمكن تحقيق تحسينات ملموسة في معدلات البقاء على قيد الحياة وجودة الحياة للمرضى حول العالم.