ما سبب بطء التعلم عند الأطفال؟
دراسة: لماذا بعض الأطفال أبطأ في تعلم الكلمات؟
صعوبة تعلم الطفل للكلمات من المشكلات الشائعة التي تشغل أذهان العديد من الأمهات. لذلك فإن كثير من الدراسات والأبحاث العلمية تجرى بصدد مواجهة المشكلة ومحاولة علاج بطء التعلم عند الأطفال. ومن بين الدراسات المتعلقة بهذا الأمر دراسة جديدة تهدف إلى التوصل لسبب بطء بعض الأطفال في تعلم الكلمات مقارنة بغيرهم. تابع هذا المقال للتعرف على سبب بطء التعلم لدى بعض الأطفال. وكيف يمكن حل المشكلة وفقًا للدراسة التي تمت مؤخرًا في جامعة إيست إنجيليا.
أسباب بطء التعلم عند الأطفال
تبحث الدراسة في الموضع الذي ينظر إليه الأطفال عند تعلمهم كلمات جديدة. حيث وجد أن الأطفال الذين لديهم مفردات أكبر يتطلعون بسرعة إلى الأشياء من حولهم عند تعلم كلمات جديدة. بينما الأطفال الذين لديهم عدد أقل من الكلمات ينظرون إلى الأمام وإلى الخلف وبين الأشياء ويستغرقون وقتًا أطول في النظر. يرى الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تساعد بشكل كبير في معرفة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات اللغة في مرحلة مبكرة.
الأهم من ذلك أنه يعني إمكانية منح هؤلاء الأطفال دعمًا مبكرًا بهدف تعلم قدر كبير من المفردات قبل بدء المدرسة.
قالت الباحثة الرئيسية للدراسة الدكتورة لاريسا سامويلسون، من كلية علم النفس في جامعة إيست أنجليا: عند بلوغ الأطفال حوالي عامين من العمر، يبدأن في هذه المرحلة أن يكونوا أسرع في تحديد معنى الكلمة الجديدة. ونعتقد أن هذا يرجع إلى أن العديد من الكلمات الأولى التي يتعلمها الأطفال هي أسماء سهلة لمجموعات من الأشياء المتشابهة في الشكل. على سبيل المثال: الكرات على شكل كرة والأكواب على شكل كوب.
تعلم الأطفال أنه إذا سمعت كلمة جديدة، فمن المحتمل أيضًا تسمية الأشياء الأخرى التي لها نفس الشكل بنفس الاسم. الأمر الذي يساعدهم في تعلم كلمات جديدة بسرعة لأن لديهم فكرة ذهنية مسبقة عن ما تعنيه الكلمة الجديدة. ولكن قد تكون هناك اختلافات في الطريقة التي يتعلم بها الأطفال الذين يعانون من اضطرابات اللغة.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع طفل التوحد
دراسة توضح سبب بطء التعلم عند الأطفال
أجرى فريق البحث دراسة على عدد 66 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 17 و 31 شهرًا لتعلم كلمات جديدة من خلال لعبة بسيطة.
بإعطاء الأطفال الصغار أشياء جديدة مصنوعة من الطين والغزل والشبكات البلاستيكية وبعض المكونات المختلفة الأخرى. ثم أخبر الباحثون الأطفال بأسماء الأشياء الجديدة وسألوهم عن الأشياء الأخرى التي يمكن تسميتها بنفس الاسم. وصور الفريق المكان الذي يبحث فيه الأطفال لمعرفة الموضع الذي ينظر إليه الأطفال الصغار قبل وبعد تقديم شيء جديد لهم.
قال الدكتور سامويلسون: وجدنا أن الأطفال الذين يستطيعون نطق عدد كبير من الكلمات يتطلعون سريعًا إلى الأشياء التي لها نفس شكل الشيء المسمى. بينما الأطفال الذين يعرفون عددًا أقل من الكلمات ينظرون ذهابًا وإيابًا بين الأشياء ويستغرقون وقتًا أطول. كما أظهرت أبحاث أخرى أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب اللغة التنموي لا ينتبهون إلى نفس الأشياء عند تعلم كلمات جديدة مثل الأطفال الذين لديهم تطور لغوي نموذجي. وقد أظهر بحثا سابقًا أنه يمكن تعزيز تعلم الكلمات بسهولة لدى الأطفال من خلال مساعدتهم على تعلم ما يجب عليهم الانتباه إليه عندما يسمعون كلمة جديدة.
في الختام، نأمل أن تساعد نتائج هذه الدراسة في تحديد الأطفال المعرضين لخطر تأخر اللغة في مرحلة مبكرة حتى يتمكنوا من الحصول على دعم أفضل. حيث أن معرفة حالات الأطفال التي تحتاج إلى الدعم في وقت مبكر. يساعد بشكل أفضل في بناء مفرداتهم وإعدادهم لدخول المدرسة بالمهارات اللغوية التي يحتاجون إليها.
قد يهمك: تنشيط الذاكرة بالطرق الطبيعية