اختبار جديد للتنبؤ بخطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي
وجد الباحثون أن قياس مستوى الهوموسيستين _وهو حمض أميني_ في الدم قد يساعد في التنبؤ بمخاطر إصابة الأشخاص بانقطاع النفس الانسدادي النومي. وهو اضطراب يتميز بانقطاعات متكررة في التنفس بسبب استرخاء عضلات الحلق خلال النوم. كما يمكن لهذا الاختبار البسيط أن يساعد الأطباء في تحديد ما إذا كان المريض المصاب بالشكل البسيط أو المتوسط من الاضطراب من المرجح أن تتفاقم إصابته أم لا.
الهوموسيستين وانقطاع النفس الانسدادي النومي
هناك العديد من الأبحاث التي تهتم بجودة النوم وتأثير اضطرابات النوم على صحة الأشخاص. وقد تبين من خلالها أن انقطاع النفس أثناء النوم يضعف التركيز والذاكرة. كما أنه يسرع من شيخوخة الخلايا ويزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل: ارتفاع ضغط الدم والسكري وقصور القلب.
قبل هذه الدراسة الأخيرة لم يكن هناك دليلًا ما إذا كان انقطاع التنفس أثناء النوم يسبب ارتفاع مستويات الهوموسيستين في الدم أم لا. أو ما إذا كان ارتفاع مستويات هذا الحمض الأميني يسبب انقطاع التنفس النومي الشديد.
لذلك فإن فكرة إضافة اختبار الهوموسيستين إلى فحوصات الدم المقررة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الأربعين عامًا ستكون فكرة جيدة. فالاختبار بسيط ومنخفض التكلفة.
لقد كان الهوموسيستين مصدر قلق لأطباء القلب منذ فترة طويلة حيث توجد أدلة قوية على أن المستويات المرتفعة بشكل غير طبيعي من هذا الحمض الأميني (فرط الهوموسيستين في الدم)، أي أكثر من 15 ميكرومول لكل لتر من الدم (ميكرومول / لتر)، يمكن أن تسبب تغييرات في جدران الأوعية الدموية وتؤدي إلى تطور أمراض الشريان التاجي والجلطات والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وللتحقق من العلاقة بين انقطاع النفس أثناء النوم ومستويات الهوموسيستين في الدم، اختار الفريق عينة من المتطوعين الذين خضعوا لاختبار تخطيط النوم لقياس مؤشر انقطاع النفس وانخفاض التنفس (AHI)، الذي يشير إلى شدة انقطاع النفس أثناء النوم عن طريق حساب عدد المرات التي يتباطأ فيها التنفس أو يتوقف خلال ساعة متوسطة من النوم.
واعتبروا أن ما يصل إلى 5 أحداث في الساعة أمرًا طبيعيًا. ويُصنف ما بين 5 و15 حدثًا على أنه انقطاع النفس النومي البسيط، وما بين 15 و30 حدثًا يعد متوسطًا، وأكثر من 30 حدثًا يعد شديدًا.
قد يهمك: دراسة تكشف عن تأثير التغذية على النوم
اقرأ أيضًا: العلاقة بين انقطاع النفس النومي ومشكلات الذاكرة
خطوات ونتائج الدراسة
قام الفريق أولاً بقياس مؤشر انقطاع التنفس أثناء النوم لـ 854 متطوعًا شاركوا في أبحاث عام 2007. وتم تشخيص عدم وجود انقطاع للتنفس في 54.4%، وانقطاع التنفس البسيط في 24.4% وانقطاع التنفس المتوسط في 12.4% وانقطاع التنفس الشديد في 8.8%.
تم تصنيف نفس الأشخاص أيضًا وفقًا لمستويات الهوموسيستين في الدم. حيث تم اعتبار ما يصل إلى 10 ميكرومول / لتر طبيعيًا، و 10-15 ميكرومول / لتر معتدلاً، وأكثر من 15 ميكرومول / لتر مرتفعًا.
عند تحليل البيانات وجد أن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من الهوموسيستين كان لديهم أيضًا مؤشر أعلى لانقطاع التنفس أثناء النوم.
وفي مرحلة ثانية، قام الباحثون بتحليل البيانات لنفس المتطوعين في أبحاث عام 2015. على الرغم من أن حجم العينة انخفض إلى 561 لأن بعضهم لم يتمكن من المشاركة في هذه الدراسة. وجاءت النسب على النحو التالي:
لا يوجد انقطاع للتنفس في 29.8%. وانقطاع التنفس النومي البسيط في 31.2%، وانقطاع التنفس النومي المتوسط في 19.4%. وانقطاع التنفس النومي الشديد في 19.6%.
في تلك المرحلة، كان الهدف هو معرفة ما إذا كان الهوموسيستين يشكل عامل خطر للإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم. لذلك استبعد المشاركين الذين أصيبوا بانقطاع النفس أثناء النوم في عام 2007. وحلل الباحثون البيانات الخاصة بمن كانوا ينامون بشكل طبيعي آنذاك. وكانت النتائج كما يلي:
ارتفاع مستوى الهوموسيستين بمقدار 1 ميكرومول/لتر في عام 2007 يقابله ارتفاعًا بنسبة 0.98% في خطر تشخيص انقطاع النفس أثناء النوم في عام 2015.
استنتج الباحثون أن اختبار بسيط لمستوى الهوموسيستين في الدم يمكن أن يساعد الأطباء في تحديد خطر إصابة المرضى بانقطاع النفس الانسدادي النومي (obstructive sleep apnea). الذي غالباً ما يكون مصحوبًا بمضاعفات صحية خطيرة.
وبالرغم من أن الخطر منخفض لكنه موجودًا. والحقيقة أن هذه الدراسة قدمت الهوموسيستين كعامل جديد يسهل قياسه وله تطبيق سريري وعملي. كما يهدف الباحثون إلى إجراء دراسة بتنسيق مختلف، حيث يتم تقييم المشاركين سنويًا للحصول على بيانات أكثر شمولاً.