دراسة: اكتشاف أحد أهم أسباب العقم لدى الرجال
يعاني الملايين من الرجال في جميع أنحاء العالم من العقم. ويعاني 10% من الرجال المصابين بالعقم من قلة أو عدم إنتاج الحيوانات المنوية. وأخيرًا توصل الباحثون إلى السبب وراء الخلل الذي يؤدي إلى فشل عملية تكوين الحيوانات المنوية، ويسبب العقم لدى الرجال. هذا البحث يسلط الضوء على آحد الأسباب المحتملة لعدم قدرة الرجال على إنتاج الحيوانات المنوية بكمية كافية، ويفتح الباب أمام إمكانية تطوير علاجات مستقبلية.
سبب العقم لدى الرجال
إن عدم قدرة الرجال على إنتاج الحيوانات المنوية يعد واحدًا من أكثر أسباب العقم شيوعًا. وهو ما دعا العلماء إلى إجراء العديد من الدراسات لمحاولة فهم الخلل الذي يتسبب في فشل إنتاج الحيوانات المنوية. إذ إن الحل الأمثل للعلاج يعتمد في البداية على فهم أسباب الخلل، لتوفير طريقة مناسبة لإصلاحه. وقد نشرت دراسة حديثة تفسر سبب عدم قدرة بعض الرجال على إنتاج كمية كافية من الحيوانات المنوية لتخصيب البويضة.
لماذا لا ينتج بعض الرجال الحيوانات المنوية؟
في غالبية الكائنات التي تتكاثر جنسياً، بما في ذلك البشر، يجب بناء هيكل بروتيني يشبه الجسر لإنتاج خلايا الحيوانات المنوية والبويضات. اكتشف فريق الدراسة أن تغيير نقطة واحدة ومحددة جدًا في هذا الجسر لدى الفئران يؤدي إلى انهياره، ما يؤدي إلى العقم. وبالتالي توفر هذه الدراسة معلومات عن مشكلة العقم لدى البشر بسبب مشكلات مماثلة للانقسام الاختزالي.
إن عملية الانقسام الاختزالي التي تؤدي إلى تكوين الحيوانات المنوية والبويضات تتضمن عدة خطوات. أحد هذه الخطوات هو تكوين هيكل بروتيني كبير يسمى مركب سينابتومينال. يعمل مثل الجسر، الذي يحتجز أزواج الكروموسومات في أماكنها. ما يسمح بحدوث التبادلات التي تكون ضرورية لفصل الكروموسومات بشكل صحيح لتكوين الحيوانات المنوية والبويضات. ولفهم كيفية فصل الكروموسومات بشكل صحيح إلى الخلايا التناسلية، اهتم فريق الدراسة بما يحدث أثناء تشكيل مركب سينابتومينال.
كانت قد أجريت دراسات سابقة على العديد من البروتينات المكونة لمركب سينابتومينال، وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض، وتم تحديد متغيرات مختلفة مرتبطة بالعقم عند الرجال.
البروتين الذي استهدفه الباحثون في هذا البحث يشكل الشبكات في الجسر المجازي. وحيث أنه موجود في البشر والفئران ومعظم الفقاريات الأخرى، فإنه من العوامل الضرورية لعملية التجميع. قام الفريق بنمذجة تحورات مختلفة في منطقة مهمة محتملة في البروتين البشري. ما سمح لهم بتوقع أي من هذه التحورات قد تعطل وظيفة البروتين.
قد يؤدي فهم التفاعلات البروتينية والتحورات المرتبطة بالعقم الذكوري إلى تطوير تقنيات وعلاجات جديدة تستهدف هذه المشكلة.
على الرغم من أن هذا البحث قد أجري على الفئران، إلا أنه يوفر فهمًا أوليًا لمشاكل العقم Infertility الذكوري لدى البشر. وقد يساهم هذا الاكتشاف في تطوير أساليب تشخيص وعلاج جديدة لعلاج العقم لدى الرجال وتحسين فرص الإنجاب للأزواج.
يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أسباب العقم وتحسين فرص الإنجاب. لكن لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث والدراسات لتحديد العوامل الأخرى المرتبطة بالعقم لدى الرجال. للمساهمة في تطوير العلاجات المستهدفة.