الكشف عن الرجفان الأذيني باستعمال الهواتف الذكية
فحص الرجفان الأذيني باستخدام الهواتف الذكية يضاعف معدل الكشف والعلاج لدى كبار السن بأكثر من الضعف مقارنة بالفحص الروتيني
يعد الرجفان الأذيني واحداً من أكثر أمراض القلب شيوعاً في جميع أنحاء العالم ويعاني منه الملايين من الأشخاص. ويتميز بعدم انتظام نبضات القلب، ما يؤدي إلى عدم تدفق الدم بشكل صحيح إلى الأعضاء الحيوية. وقد يتسبب في تكون جلطات الدم التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل الجلطات الدموية والسكتات الدماغية.
لذلك فإن العلماء في سعي دائم لتقليل أضرار الرجفان الأذيني من خلال إجراء الدراسات العلمية التي تساعد في علاجه أو الكشف المبكر. ومن ضمن هذه الدراسات الدراسة التي أجريت في جامعة انسبروك الطبية بالنمسا حول استخدام الهواتف الذكية في الكشف عن الرجفان الأذيني. وسنوضح تفاصيلها كاملة في المقال التالي.
الكشف عن الرجفان الأذيني باستخدام الهواتف الذكية
صرح البروفيسور أكسل باور : ” لقد أدى الفحص باستخدام الهواتف الذكية إلى زيادة معدل اكتشاف الرجفان الأذيني المرتبط بالعلاج بنسبة كبيرة. والأهم من ذلك أن الفحص المسبق المستند إلى التطبيق يعد جزءًا واحدًا فقط من البرنامج. الذي تضمن أيضًا التحقق من صحة تخطيط القلب (ECG) من خلال تقييم النتائج من قبل طبيب ليس مشاركًا في الدراسة. ”
غالبًا لا يكون للرجفان الأذيني أي أعراض ويظل غير مشخص. ما يترك المرضى عرضة لمخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية المفاجئة. أظهرت الدراسات السابقة إمكانية استخدام الأجهزة الذكية لفحص الرجفان الأذيني على نطاق واسع. لكنها لم تقارن بالفحص التقليدي.
أما تجربة مؤتمر eBRAVE-AF هي عبارة عن دراسة عشوائية على كبار السن المعرضين لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية ويمتلكون هواتف ذكية. تمت مقارنة فحص الهاتف الذكي بالفحص المعتاد للقدرة على اكتشاف الرجفان الأذيني الذي يتم علاجه بمضادات تخثر الدم الفموية. وكانت معايير اختيار المشاركين في الدراسة كما يلي: السن يتراوح بين 90:50 عامًا، غير مشخصين بالرجفان الأذيني، ولا يتناولون مضادات التخثر الفموية.
كان متوسط عمر المشاركين 65 سنة بينهم 31% من النساء. تم تعيين المشاركين بشكل عشوائي لاستراتيجية فحص الرجفان الأذيني الرقمي أو التقليدي لمدة ستة أشهر. وتم تحميل تطبيق معتمد على هواتفهم الذكية الخاصة يقيس عدم انتظام موجة النبض باستخدام مستشعر التصوير الضوئي (PPG) بالهاتف في دقيقة واحدة. ذلك من خلال وضع المشاركون إصبعهم على كاميرا الهاتف الذكي. وطلب من المشاركين القياس مرتين في اليوم لمدة 14 يومًا، ثم مرتين في الأسبوع. كما استخدمت الإشعارات الفورية كتذكيرات. في حالة وجود نتائج غير طبيعية، بالإضافة إلى ذلك تم تسجيل مخطط كهربية القلب لمدة 14 يومًا.
اقرأ أيضًا: الكشف عن جهاز قابل للارتداء في المعصم للتنبؤ بالتروبونين I وانسداد الشرايين في 5 دقائق فقط
التشخيص والعلاج
تم تعيين ما يصل إلى 2860 مشاركًا للفحص الرقمي وتم تخصيص 2691 مشاركًا للفحص التقليدي. تم تشخيص نقطة نهاية الفعالية الأولية حديثًا للرجفان الأذيني في غضون ستة أشهر مع بدء العلاج باستعمال مضاد تخثر الدم عن طريق الفم من قبل طبيب غير مشارك في التجرية. حدثت نقطة النهاية الأولية في 38 مشاركًا (1.33%) في الذراع الرقمية و 17 مشاركًا (0.63%) في الذراع التقليدية، بنسبة احتمالات تبلغ 2.12.
تمت دعوة أولئك الذين لم يصلوا إلى نقطة النهاية الأولية في الأشهر الستة الأولى للمشاركة في مرحلة دراسة ثانية مدتها ستة أشهر مع تعيين متقاطع للفحص التقليدي أو الرقمي، على التوالي. أعطى ذلك الفرصة لجميع المشاركين للخضوع للفحص الرقمي. ما أدى إلى زيادة قوة الإحصائية للتحليلات الثانوية، والمساعدة على التحقق من صحة النتائج الأولية. 4،752 (85.6 ٪) من المشاركين دخلوا مرحلة الدراسة الثانية. مرة أخرى، كان الفحص الرقمي متفوقًا على الفحص التقليدي في اكتشاف الرجفان الاذيني (Atrial fibrillation) الذي تم علاجه بعد ذلك بمضادات التخثر عن طريق الفم. (33 من 2387 مقابل 12 من 2365 مشاركًا؛ نسبة الأرجحية 2.95.
يرجح العلماء أن باستخدام هذه الآلية فإن فحص الرجفان الأذيني يمكن أن يتاح لكل المرضى في منازلهم مثله مثل فحص ضغط الدم. وهو ما يساعد في سرعة العلاج وتقليل المخاطر.