دراسة: الأجهزة الرقمية تؤثر على قوة العلاقات الأسرية
توصلت دراسة قام بها باحثون من جامعة إلينوي وكلية الطب بجامعة ميتشيجان إلى أن استخدام الأجهزة الرقمية تؤثر على قوة العلاقات الأسرية بين أفراد البيت الواحد، خاصة إذا إذا اعتاد الوالدان استخدامها أثناء الأنشطة العائلية.
وتُعد الأنشطة العائلية _كتناول الطعام واللعب مع الأطفال_ إحدى وسائل تقوية العلاقة بين الوالدين والأبناء من مُختلف الأعمار.
ولذلك فإن استخدام الأجهزة الرقمية يؤثر على قوة العلاقات الأسرية إذا ما انشغل بها الوالدين أثناء قضاء الأوقات بصحبة أبنائهم.
ووفقاً لنتائج الدراسة التي أجريت تحت قيادة براندون ماكدانييل_جامعة إلينوي، وجيني رادسكاي_جامعة ميشيجان_ فإن انشغال الوالدين بالأجهزة الرقمية يمكنه أن يقود الأطفال إلى إظهار المزيد من الإحباط، وفرط النشاط أو نوبات الغضب.
وقد استخدم الباحثان مصطلح (تكنوفيرانس Technoference)، والذي يتم تعريفه على أنه الانقطاع اليومي في التفاعلات وجهاً لوجه بين أفراد الأسرة بسبب الأجهزة الرقمية.
وهو ما يعني بدوره يعني التأثير على قوة العلاقات الأسرية نتيجة استخدام هذه الأجهزة بكثرة.
وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة أبحاث (Pediatric Research) المتخصصة في تربية الأبناء وسلوك الطفل.
وتقدر الدراسات الحديثة أن الآباء يستخدمون التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية لمدة تسع ساعات يومياً في المتوسط.
يتم إنفاق ثلث هذا الوقت على الهواتف، والتي غالبًا ما تُستخدم بسبب قابليتها للنقل أثناء الأنشطة العائلية كتناول الوجبات، واللعب.
- الهواتف الذكية قد تُسبب الإدمان تماماً كالمخدرات!
- اضطراب النوم لفترة قصيرة يرتبط بزيادة فرص الإصابة ببعض المشاكل النفسية
ويكمن الضرر في أن تلك الأوقات العائلية تشارك في التكوين الاجتماعي والعاطفي للطفل؛ مما يعني تأثير هذه الوسائل التكنولوجية على قوة العلاقات الأسرية.
وتُظهر الأبحاث أنه عندما يعكف الآباء على استخدام أجهزتهم، تقل محادثاتهم ويصبحون أكثر عدائية عندما يحاول أبناؤهم جذب انتباههم.
دراسة العلاقة بين استخدام الأجهزة الرقمية و قوة العلاقات الأسرية
شارك في هذه الدراسة 172 أسرة تتكون من أبوين وأطفالاً تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أقل؛ كجزء من مشروع بحثي حول العلاقات الأسرية بين عامي 2014 و2016.
حيث أشار الآباء إلى عدد المرات اليومية التي تسببت فيه الأجهزة الإلكترونية في مقاطعة محادثاتهم أو أنشطتهم مع أطفالهم.
ثم قاموا بتصنيف سلوك أطفالهم؛ مثل عدد المرات التي أُحبطوا فيها أو تم إيذاء مشاعرهم، وكذلك إظهارهم لنوبات الغضب عند تعاملهم مع الآخرين.
كما أبلغ الآباء أيضاً عن مستويات الإجهاد والاكتئاب التي يتعرضون لها، وقوة العلاقات المشتركة التي تربطهم مع أفراد أُسرهم.
وقد جاءت النتائج مُدعمة لفكرة أن الوسائل التكنولوجية تؤثر على قوة العلاقات الأسرية إلى حد كبير.
حيث وُجد أنه في جميع الحالات تقريبًا، تسبب جهاز رقمي واحد أو أكثر في مقاطعة تفاعلات الوالدين مع أطفالهم، وذلك خلال وقت ما على مدار اليوم.
قد تكون التكنولوجيا بمثابة ملجأ للآباء الذين يصعُب عليهم التعامل مع السلوك العنيد للأطفال؛ لكنه تكنيك خاطئ وله عيوب كثيرة.
فالآباء الذين يستخدمون الأجهزة التكنولوجية يحرمون أطفالهم من الحصول على الدعم العاطفي والإيجابي؛ مما يدفع الأطفال إلى مزيد من العدوانية.
تلك العدوانية التي يُظهرها الأطفال تُشكل مزيداً من الضغط على الآباء؛ مما يضطرهم إلى اللجوء للأجهزة الرقمية لقضاء الوقت؛ إنها دائرة مغلقة!
يقول ماكدانيال: ” تدعم هذه النتائج الفكرة القائلة بأن انشغال الآباء بالتكنولوجيا الحديثة يؤثر ويتأثر بالسلوكيات العدوانية التي يُظهرها أطفالهم”.
ويوضح رادسكى أن النتائج تؤكد مدى إمكانية تصعيد السلوك السيء لدى الطفل في محاولة منه لجذب انتباه والديه.
ويقول:”يضطر الأطفال إلى التعبير عن رغباتهم في شكل سلوكيات خاطئة للفت أنظار آبائهم، بدلاً من أن يكونوا مُتلقين للسلوكيات الصحيحة”.
اقرأ أيضًا: دراسة: حرمان الطفل من أمه _ولو لفترة قصيرة_ يؤثر على قدراته العقلية والإدراكية