اكتشاف عضو جديد قد يكون الأكبر داخل أجسامنا
مازال الجسم البشري لغزا كبيرا لم تفك طلاسمه بعد، فعلى الرغم من مئات السنين من البحث في تشريحه ووظيفته، إلا أن كل يوم يكشف عجزنا أمام أسراره. فقد اكتشف الباحثون عضوا جديدا قد يكون الأكبر داخل أجسامنا، أطلقوا عليه العضو الخلالي.
ويتكون العضو الخلالي من تلك الفراغات المتشابكة المتواجدة تحت سطح الجلد، والمبطنة للجهاز الهضمي والرئتين والجهاز البولي، والمحيطة بالشرايين والأوردة، واللفافة المحيطية بالعضلات، ويمتلئ هذا العضو بما يعرف بالسائل الخلالي.
وعلى الرغم من معرفتنا السابقة بالنسيج الخلالي وما يحتويه من سائل، إلا أنه وللمرة الأولى تقترح هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "التقارير العلمية - Scientific Reports" أن يتم تصنيفهما معا كعضو واحد، قد يكون الأكبر داخل أجسامنا.
ويعزي الباحثون عدم رؤية هذه المسافات من قبل بسبب الطريقة المتبعة لتحضر الشرائح المجهرية، حيث يقوم العلماء بتقطيع الأنسجة ومعالجتها بمواد كيميائية، مما يؤدي إلى تسرب السائل الخلالي، وتهدم الحزم الكولاجينية الداعمة له.
إلا أنه وفي هذه الدراسة الجديدة تم الاعتماد على أحد تقنيات الليزر المتقدمة مستخدمين مجهرا متقدما تم صناعته بتقنية الليزر متحد البؤرة، والذي يتميز بقدرته على تقديم رؤية مجهرية للأنسجة الحية بدلاً من الأنسجة الثابتة، والذي تم خلاله دراسة عينات من أنسجة القنوات الصفراوية التي تم جمعها خلال 12 عملية جراحية لإزالة سرطان البنكرياس والقنوات الصفراوية.
يقول نيل ثيس _أستاذ علم الأمراض في جامعة نيويورك، وواحد من المشاركين الرئيسيين في الدراسة: "يمكننا القول أننا بصدد اكتشاف عضو جديد تنطبق عليه الصفات المطلوبة فهو "نسيج ذو هيكل واحد أو وظيفة موحدة،" وهما شرطان ينطبقان في هذه الحالة على النسيج الخلالي".
ويعمل هذا النسيج كنسيج ماص للصدمات وبالتالي يحمي الأنسجة من التمزق، كما تمثل هذه الأوعية المتشابكة مصدرا للسائل الليمفاوي، حيث تصب في نهاية الأمر في الأوعية الليمفاوية.
وعلاوة على ذلك، فإن الخلايا وحزم الكولاجين المتشابكة المكونة لهذا النسيج تتغير مع التقدم في العمر، وقد تسهم في تجعد الجلد، وتصلب الأطراف، وتطور بعض الأمراض.
والأهم من ذلك، اكتشاف أن هذه الطبقة تمثل طريق سريعا لنقل السوائل مما قد يفسر سبب انتشار السرطان من خلالها بسرعة كبيرة، والتي يأمل الباحثون أن يكونوا قادرين على تشخيص السرطان في مراحله المبكرة اعتمادا على دراستهم لحركة السائل في ذلك النسيج الخلالي.