اضطرابات الأكل | هل هو مرض نفسي؟

أنواع اضطرابات الأكل وكيفية علاجها

قد يبدو مصطلح اضطرابات الأكل غريبًا بعض الشيء، ولكنه يعبر عن أحد الاضطرابات النفسية التي يُصاب بها العديد من الأشخاص والتي تحتاج إلى تدخل طبي، ونفسي من أجل علاجها.

ولذلك سنتحدث في هذا المقال عن مفهوم هذا المصطلح، وأنواعه، وطرق العلاج الصحيحة.

ما هو مرض الاضطراب في الأكل (Eating Disorders)؟

اضطرابات الأكل
اضطرابات الأكل

إن اضطرابات الأكل هو مصطلح يطلق على مجموعة من الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى ممارسة عادات في الأكل غير صحية تمامًا، كما أنها تُنمي لدى الشخص الذي يعاني منها وسواسًا قهريًا تجاه تناول الطعام، ووزن الجسم، وشكله.

وللأسف فإن هذا الاضطراب قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج بسبب المشاكل الصحية الكثيرة التي يسببها.

قد يُصيب هذا الاضطراب الرجال والنساء في مراحل عمرية مختلفة، غير أن الدراسات أثبتت أنه يحدث في الرجال بنسبة أكبر.

اقرأ أيضًا: “دواء مونجارو يساعد في تقليل 20% من الوزن”

أسباب الإصابة باضطرابات الأكل 

قد يكون السبب الرئيسي في الإصابة بهذا الاضطراب غير معروف تمامًا، ولكن يُرجح العلماء عددًا من الأسباب، وتتمثل في:

1- أسباب جينية

قد يمتلك بعض الأشخاص جينات معينة تزيد من فرصة إصابتهم باضطرابات الأكل، إضافةً إلى أن التغيير في طبيعة الناقلات الكيميائية في المخ قد يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بهذا الاضطراب.

2- الصحة النفسية والعاطفية

قد تُعرض بعض المشكلات النفسية والعاطفية الشخص للإصابة بهذا المرض، ومن أمثلة هذه المشكلات: العلاقات المعقدة، وقلة الثقة بالنفس، والسلوكيات الاندفاعية.

3- اتباع حمية غذائية قاسية

قد يؤدي اتباع حمية غذائية قاسية إلى الإصابة باضطرابات الأكل، ذلك أن الشعور بالجوع الشديد وعدم سد احتياج الجسم يؤثر على الطريقة التي يعمل بها المخ، وقد يؤدي إلى حدوث أعراض عدة مثل: فقدان الشهية الدائم، والتوتر، وصعوبة في التفكير.

كل ذلك قد يؤدي في النهاية إلى ممارسة سلوكيات خاطئة تجاه الرغبة في تناول الطعام، ويصعب معها العودة إلى العادات الصحيحة.

اقرأ أيضًا: “تعرف على اسباب ثبات الوزن مع الدايت وكيفية التغلب على ذلك”

أنواع اضطرابات الأكل

يمكن تقسيم هذا الاضطراب النفسي إلى عدة أنواع تختلف كلًا منها في الأعراض كما يلي:

1- فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa)

يعد فقدان الشهية العصبي هو أشهر أنواع اضطرابات الأكل، وهو من أنواع الأمراض التي تهدد حياة المريض الذي يعاني منه، إذ أن المريض يعاني من نقص حاد في الوزن، كما أنه يوجد لديه خوف دائم من اكتساب وزن زائد، فتجد هذا المريض دائمًا ما يسعى إلى خسارة الوزن إما عن طريق الامتناع عن تناول الطعام، أو التقيؤ بعد تناول الوجبات اليومية.

يمكن تشخيص هذا المرض من خلال ملاحظة أعراض أخرى للوسواس القهري التي تكون مصاحبة لهذا الاضطراب مثل: التفكير الدائم في عدد السعرات التي يتناولها، وصعوبة تناول الطعام في أماكن عامة.

و مع الأسف بمرور الوقت يتعرض مرضى اضطراب فقدان الشهية العصبي إلى العديد من الأضرار مثل:

  • هشاشة العظام.
  • ضعف الشعر والأظافر.
  • العقم.

2- اضطراب النهام العصبي

يظهر هذا الاضطراب غالبًا خلال فترة المراهقة، وهو شائع الحدوث بين الرجال أكثر من السيدات.

ومن أهم الأعراض التي تميز هذا الاضطراب ما يلي:

  • الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام وخاصةً الطعام الذي لم يكن المريض يرغب به قبل الإصابة بهذا الاضطراب.
  • عدم القدرة على التوقف عن تناول الطعام.
  • يتبع تناول كميات كبيرة من الطعام التقيؤ المستمر أو استخدام الملينات و مدرات البول أو الصيام لفترة طويلة.
  • يظل مريض النهم العصبي محتفظًا بوزنه على عكس مريض فقدان الشهية العصبي ال يعاني من فقدان كبير للوزن.

يسبب هذا الاضطراب العديد من الآثار الجانبية، والتي تتمثل في:

  • التهاب الحلق.
  • تورم الغدد اللعابية.
  • تسوس الأسنان.
  • ارتجاع المريء.
  • اضطرابات المعدة.
  • خلل في توازن الهرمونات.
  • خلل في توازن الالكتروليتات الذي قد يسبب الإصابة بالنوبات القلبية.

3- اضطرابات الأكل بشراهة 

إن الشخص الذي يعاني من اضطراب الأكل بشراهة يتناول كميات كبيرة من الطعام، وتجده يفعل ذلك دائمًا في السر حتى وإن كان لا يشعر بالجوع.

كما أنه يتناول كميات الطعام الكبيرة بسرعة، ويشعر دائمًا بالخجل مما يفعل، وعلى عكس الاضطرابات السابقة فإنه لا يسعى إلى التخلص من الكميات الكبيرة من الطعام التي تناولها عن طريق التقيؤ أو تناول الملينات.

وللأسف فإن هذا المريض غالبًا ما يتناول العام غير الصحي مما يجعله عرض للإصابة بأمراض القلب، ومرض السكري.

4- اضطراب القطا (Pica)

في هذا الاضطراب يشتهي المريض تناول المواد غير الغذائية، والتي لا تعد طعامًا مثل: الثلج، والتراب، والورق، والشعر، إلخ…

يمكن أن يصاب الأطفال، والمراهقين، والبالغين بهذا الاضطراب، كما أنه ينتشر بشكل أكبر بين الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القيام بأنشطتهم اليومية مثل: مرضى التوحد، ومرضى الفُصام.

وبالطبع فإن مريض القطا قد يحدث له العديد من الأضرار الجانبية مثل:

  • التسمم.
  • الإصابة بالعدوى.
  • النقص الغذائي.
  • جرح الأمعاء.

وبناءًا على المادة التي يشتهي المريض تناولها، فإن مرض القطا قد يسبب الوفاة.

5 الاضطراب الاجتراري

يجتر (يستعيد) مريض هذا الاضطراب الطعام الذي سبق وأن مضغه، وبلعه إلى فمه مرة أخرى، ثم يمضغه مرةً ثانية، ويبلعه، أو يلقيه خارج فمه، وغالبًا ما يحدث ذلك خلال 30 دقيقة من تناول الطعام.

يحدث هذا الاضطراب في الرضع، والأطفال، والمراهقين، وغالبًا ما يظهر في الرضع من عمر 3-12 شهر، ويختفي بمفرده.

غير أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من هذا الاضطراب يحتاجون إلى تدخل علاجي سريع.

تجدر الإشارة إلى أن عدم علاج هذا الاضطراب في الرضع يؤدي إلى فقدان كبير للوزن، ويعرض الرضيع إلى خطر سوء التغذية الذي يؤدي إلى الوفاة.

6اضطراب تقييد المدخول الغذائي

يمكن تشخيص مريض هذا الاضطراب بعدد من الأعراض مثل:

  • الامتناع عن تناول الطعام الذي يسد احتياجه اليومي.
  • عدم الرغبة في مشاركة الآخرين في تناول الطعام.
  • الإصابة بسوء التغذية والاعتماد على المكملات الغذائية.
  • تأخر النمو والتطور.

تشخيص اضطرابات الأكل

يمكن التعرف على اضطرابات الأكل من خلال الأعراض السابق ذكرها، وأيضًا قد يقوم الطبيب بإجراء عددًا من الفحوصات مثل:

  • قياس ضغط الدم.
  • قياس الوظائف التنفسية، ونبضات القلب.
  • إجراء تحليل لوظائف الكبد، والكُلى، ونشاط الغدة الدرقية.
  • صورة دم كاملة.
  • التقييم النفسي للمريض من أهم الطرق التشخيصية لهذا الاضطراب.

أقرأ أيضًا: “دراسة: النوم لفترات كافية يساعد على فقدان المزيد من الوزن”

كيفية علاج اضطرابات الأكل

من المهم معرفة أن السيطرة على هذا الاضطراب بمفردك من الأمور الصعبة جدًا، ولذا يجب عليك التوجه إلى الطبيب فورًا في حال ملاحظتك أيًا من الأعراض السابق ذكرها.

يوجد العديد من طرق العلاج لهذا الاضطراب نذكرها لكم فيما يلي:

  1. العلاج بالأدوية: قد يصف الطبيب للمريض عددًا من الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان أو الأدوية التي تساعد على استقرار المزاج، وذلك لعلاج الاضطراب النفسي المسبب لاضطرابات الأكل أو علاج الاكتئاب، والتوتر المصاحب لاضطراب الأكل.
  2. العلاج المعرفي السلوكي: يساهم هذا العلاج في تعديل السلوكيات الخاطئة المصاحبة لهذا الاضطراب مثل: تناول الأكل بشراهة، والسلوكيات المتبعة للتخلص من الطعام بعد تناوله.
  3. الاستشارات الغذائية: تشمل هذه الطريقة استشارة طبيب تغذية يساعد المريض في تعلم العادات الصحيحة للأكل، ومتابعة وزن الجسم.

ختامًا، فإن اضطرابات الأكل هي أحد الاضطرابات النفسية التي قد يتعرض لها الشخص في مراحل عمرية مختلفة، وتحتاج إلى تدخل طبي من أجل علاجها نظرًا لأنها تهدد حياة المريض، وقد تؤدي إلى الوفاة.

المصادر

دكتورة أمنية ربيع

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى