اختبار دم بسيط للتنبؤ بموعد الولادة بدقة
تمكن العلماء من تطوير اختبار دم بسيط للتنبؤ بموعد الولادة بدقة ، والذي يمكنه يومًا أن يحل محل الموجات فوق الصوتية كوسيلة أرخص وأكثر كفاءة لتحديد عمر الجنين النامي.
فمن خلال البحث عن أدلة لوجود نشاط جيني في دم الأم، لن يكون ذلك وسيلتنا للتنبؤ بموعد الولادة بدقة فقط، ولكن أيضاً معرفة ما إذا كان الطفل عرضة للولادة المبكرة أم لا.
لقد أظهر فريق دولي من الباحثين أنه من الممكن العثور على أجزاء معينة من الحمض النووي الريبوزمي (RNA)، ترتبط بنمو الطفل وتحدده بدقة بينما لا يزال متواجداً بداخل رحم أمه، وذلك من خلال إجراء اختبارات الدم الجينية أثناء الحمل.
وقد تم نشر هذا البحث في مجلة العلوم - Science.
في حين أننا ما زلنا بعيدين عن الاختبار السريري العملي، لكن التجارب الأولية تُشير إلى أن اختبارات الدم الجينية أثناء الحمل يمكنها أن تحل يومًا محل الموجات فوق الصوتية لقياس مدى نمو الجنين، وأيضاً تقدم علامات تحذيرية ضد خطر الولادة المبكرة.
يقول المؤلف الرئيسي مادس ميلبي: "لقد وجدنا أن مجموعة صغيرة من الجينات تدلنا بدقة على النساء المعرضات لخطر الولادة المبكرة".
ويضيف: "لقد قضيت الكثير من الوقت في العمل على الفهم الجيد للولادة المبكرة؛ ولكن النتائج الحالية تمثل أول تقدم علمي حقيقي نتوصل إليه منذ وقت طويل بخصوص تلك المشكلة".
إن ما يقرب من واحدة بين كل عشر ولادات في الولايات المتحدة تكون سابقة لأوانها، وهو ما يزيد من فرص حدوث المضاعفات التي تجعل الولادة المبكرة سبباً رئيسياً لوفيات الأطفال.
هل الاختبار وسيلة كافية للتنبؤ بموعد الولادة بدقة
لقد أجرى فريق البحث دراسة تجريبية حول 31 امرأة حامل بحالة صحية جيدة.
تمت الاستعانة بـ21 منهن لدراسة نسخ (RNA) لكل من الجهاز المناعي للأم، وكبد الجنين والمشيمة.
وقد سمح ذلك الإجراء للعلماء بتقدير موعد الولادة للأمهات العشرة المتبقية بدقة تصل إلى 45%.
وعلى الرغم من أن ذلك لا يبدو ذلك رائعاً بشكل كافً، ولكنه يضع نفسه كأداة لاختبار الحمل جنباً إلى جنب مع الموجات فوق الصوتية.
تقول الباحثة ميرا مفرج: "إن معظم هذه الجينات تنتمي للأمهات؛ فنحن الأمهات من يرسلن الإشارات بأنهن مستعدات لبدء الولادة".
إن الأرقام مثيرة للإعجاب، وذلك على الرغم من أن هناك حاجة لعينات أكبر وأكثر تنوعًا من الأمهات الحوامل، قبل أن نكون واثقين من أن نتائجنا تُظهر شيئًا قويًا حقًا.
وفي الوقت الحالي، يحاول الأطباء عادةً إجراء الموجات فوق الصوتية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
لكن معظم الأمهات لا تصل إلى الرعاية المبكرة الخاصة بالولادة، كما أن الفحوصات اللاحقة لا تقدم نفس الكمية من المعلومات.
في المقابل، تشير النتائج الحالية إلى أنه يمكن استخدام نسخ (RNA) كأداة تشخيصية أكثر دقة خلال الثلث الثاني والثالث للحمل.
سيكون فحص الدم أكثر سهولة في التنفيذ وأرخص في التكلفة، وربما يوفر ثروة هائلة من التفاصيل حول تطور الجنين.
يقول المؤلف الرئيسي ثوي نجو _جامعة ستانفورد: "هذا يعطي رؤية فائقة الوضوح للحمل والنمو البشري لم يرها أحد من قبل".
لا يحكي الحمض النووي القصة كاملة وراء مضاعفات الحمل، وإنما جزء منها.
حيث تلعب عوامل الخطر البيئية المتعددة مثل التدخين والنظام الغذائي، دوراً هاماً في حدوث الولادات المبكرة.
ولكن التنصت على المحادثة الوراثية بين الأم وطفلها قد يوفر القرائن الحيوية اللازمة لمنح مخلوق جديد أفضل فرصة لبدء حياته.