اختبار جديد للبول للكشف عن سرطان المثانة

تمكن باحثون من مركز جونز هوبكنز للسرطان من تطوير اختبار للبول يمكنه الكشف عن طفرات الحمض النووي المرتبطة بسرطانات مجرى البول (سرطان الظهارة البولية). وقد تم نشر نتائج هذا الاختبار في مجلة eLife.

اختبار جديد للبول للكشف عن سرطان المثانة

ويستخدم هذه الاختبار الذي يُدعى “يورو سيك-UroSEEK” عينات من البول للبحث عن الطفرات الموجودة في حوالي 11 جين أو التحقق من وجود أشكال غير طبيعية من الكروموسومات التي تشير إلى وجود الحمض النووي المرتبط بسرطان المثانة أو سرطان مجرى البول العلوي (UTUC).

يقول الباحثون: “إن استخدام هذه الاختبار سويا مع السيتولوجيا، يعزز بشكل كبير من القدرة على الكشف المبكر عن المرضى الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان المثانة ومراقبة المرضى الذين يخضعون للعلاج من سرطان المثانة.”

يقول جورج نيتو، وهو مؤلف كبير لهذه الورقة البحثية، ورئيس لقسم علم الأمراض في جامعة ألاباما-برمنغهام: “كان هناك ما يقرب من 80000 حالة جديدة من سرطان المثانة وأكثر من 18000 حالة وفاة في عام 2017. ولذا فنحن الآن بصدد الكشف عن اختبار غير باضع باستخدام البول لطالما طال البحث عن مثيله للكشف عن سرطان المثانة.”

وتعد معظم السرطانات قابلة للعلاج إذا تم اكتشافها مبكرا، ويسعى الباحثون حاليا لاستخدام الجينات الخاصة بالأنواع المختلفة للسرطان لتطوير اختبارات فحص جماعية للسرطان لتحسين البقاء على قيد الحياة بعد علاج السرطان، ومنها تطوير اختبار “كانسر-سيك CancerSEEK”، وهو اختبار دم واحد للكشف عن ثمانية أنواع من السرطان، واختبار “باب-سيك PapSEEK” وهو اختبار يستخدم عينات من سائل عنق الرحم لفحص سرطان بطانة الرحم والمبيض.

بينما يهدف اختبار “يورو سيك-UroSEEK” إلى الكشف المبكر عن سرطان المثانة في المرضى الأكثر عرضة للإصابة به، وخاصة أولئك الذين يعانون من البول الدموي أو المدخنين، وكذلك في المرضى الذين خضعوا بالفعل لعلاج سرطان المثانة خوفا من تكرر المرض.

يقول نيتو: “في ثلث المرضى تقريبا، يتأخر اكتشاف سرطان المثانة حتى تصل خلايا السرطان إلى العضلات المحيطة”.

“وحتى في أولئك الذين تم اكتشاف إصابتهم في مرحلة مبكرة، قد يتكرر ظهور الورم مرة أخرى، ولذا يخضع المرضى باستمرار لمراقبة مدى الحياة عن طريق تنظير المثانة والخزعات المكلفة”.

إن اتباع المناهج الحالية غير الباضعة للكشف عن سرطان الظهارة البولية لا يصل بنا للمستوى الأمثل للكشف عن جميع الحالات، ولذا فقد أراد الباحثون تطوير اختبار لسرطان المثانة وسرطان مجرى البول العلوي، مما يسمح بالكشف عنها في وقت أقرب وأرخص من الطرق الحالية باستخدام السيتولوجيا.

وقد درس الباحثون 570 مريضا من الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة ووجدوا أن اختبارات “يورو سيك-UroSEEK” كانت إيجابية بنسبة 83 في المائة لدى مرضى السرطان منهم، وعندما تم استخدام السيتولوجيا مع اختبار “يورو سيك-UroSEEK” زادت الحساسية إلى 95 في المئة.

يقول نيكولاس بابادوبولوس، وهو مؤلف بارز ومحقق في مركز لودفيغ بجونز هوبكنز: “إن الجمع بين اختبار “يورو سيك-UroSEEK” والسيتولوجيا (علم الخلايا) يمكنك من الحصول على نتائج أفضل”.

ولأن هذا النوع من السرطانات يتميز بقدرته العالية على التكرر، فقد كان لاختبار “يورو سيك-UroSEEK” يدا عليا أيضا في الكشف عن تكرر الورم، حيث تمكن اختبار “يورو سيك-UroSEEK” عندما تم دمجه مع السيتولوجيا من اكتشاف طفرات في 71 في المائة من ما مجموعه 322 مريضاً عولجوا من سرطان المثانة وكانوا في مرحلة المراقبة، بينما تمكنت السيتولوجيا وحدها من كشف تكرار الورم في 25 في المئة فقط من هؤلاء المرضى.

وعقب الباحثون أن الحساسية المضافة لاستخدام اختبار “يورو سيك-UroSEEK” والسيتولوجيا معا يمكن أن يحسن من آليات التعامل مع المرضى المصابين بالسرطان، وتجنب تنظير المثانة. ويمكن اختبار المرضى الذين يعانون من البول الدموي بواسطة “يورو سيك-UroSEEK” والسيتولوجيا  قبل إجراء تنظير المثانة، مما قد يؤدي إلى توفير الأموال بدرجة كبيرة.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى