ارتباط استخدام أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على المدى الطويل بزيادة أمراض القلب والأوعية الدموية

يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حالة شائعة تتميز بعدم التركيز والتهيج وفرط النشاط. يشمل العلاج الدوائي في كثير من الأحيان استخدام المحفزات مثل الميثيلفينيدات (ريتالين، كونسيرتا) وديكستروأمفيتامين-AMP (أديرال). تعمل هذه المحفزات على زيادة التركيز وتهدئة الأشخاص المصابين بـ ADHD ومساعدتهم على التركيز بشكل أفضل.

لكن مؤخرًا وجدت الأبحاث التي أجريت في معهد كارولينسكا بالسويد ارتباطًا وثيقًا بين بين خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبين استخدام أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على المدى الطويل. تم ربط ارتفاع ضغط الدم والأمراض الشريانية بأدوية محددة وجرعات مختلفة. ولاحظت زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أكبر مع استخدام الأدوية المحفزة.

مخاطر أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

مخاطر أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
مخاطر أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

في ورقة بحثية بعنوان “أدوية اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والمخاطر طويلة المدى لأمراض القلب والأوعية الدموية”. نُشرت في JAMA Psychiatry، استخدم الفريق دراسة الحالات والشواهد لفحص نتائج أمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن استخدام أدوية اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

تضمنت الدراسة مجموعة مكونة من 278,027 فردًا مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تتراوح أعمار المشاركين بين 6 إلى 64 عامًا. كان معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية 7.34 لكل 1000 شخص في السنة.
وجد الباحثون أن استخدام أدوية الميثيلفينيدات المحفزة لمدة طويلة يزيد من نسبة الخطر المعدلة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 20%. ذلك لمدة استخدام تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات و19% لأولئك الذين يستخدمونها لأكثر من 5 سنوات. كما كانت هناك زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالاستخدام المستمر لليسديكسامفيتامين لمدة 2 إلى 3 سنوات بنسبة 23%. ولأكثر من 3 سنوات بنسبة 17%. وكان هناك ارتباط مرتفع بين الأتوموكستين غير المحفز وأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن هذا الارتباط كان ملحوظًا فقط في السنة الأولى من الاستخدام بنسبة 7%.

من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة كانت دراسة ملاحظة، ما يعني أنه لا يمكنها إثبات أن أدوية ADHD تسببت بشكل مباشر في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. من الممكن أن يكون هناك عوامل أخرى مرتبطة باستخدام أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. التي تزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل: السمنة أو التدخين.

ومع ذلك، فإن النتائج تشير إلى أن المرضى الذين يستخدمون أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على المدى الطويل قد يحتاجون إلى مراقبة أكثر دقة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى