أجهزة قابلة للارتداء تلتقط أصوات الوظائف الحيوية في الجسم لرصد الحالة الصحية باستمرار

أحد الإجراءات الروتينية أثناء فحص المرضى هو الاستماع إلى الأصوات المنبعثة من أجسادهم على سبيل المثال: الهواء الذي يدخل ويخرج من الرئتين، ونبضات القلب، وحتى الطعام المهضوم أثناء تقدمه عبر الجهاز الهضمي. توفر هذه الأصوات معلومات قيمة عن صحة الأشخاص. وقد يعد تغير تلك الأصوات أو توقفها إشارة إلى مشكلات خطيرة تتطلب تدخلًا سريعًا.
لذلك يسعى العلماء إلى تطوير أجهزة قابلة للارتداء تستخدم لرصد الأصوات المنبعثة من الجسم بهدف تقييم الحالة الشخصية. تم اختبار هذه الأجهزة الجديدة على مجموعة متنوعة من المرضى، بدءًا من الأطفال الرضع المبتسرين ووصولاً إلى كبار السن.

أجهزة قابلة للارتداء لرصد الحالة الصحية

أجهزة قابلة للارتداء لرصد الحالة الصحية
أجهزة قابلة للارتداء لرصد الحالة الصحية

تعمل هذه الأجهزة عن طريق وضعها على الجلد لتلتقط الأصوات باستمرار بما في ذلك قرقرة المعدة ونبضات القلب وغير ذلك. ثم تقوم بنقل البيانات إلى الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية في الوقت الفعلي.

تحتوي الأجهزة على ميكروفونات رقمية عالية الأداء ومقياسات السرعة. تعمل على التقاط الأصوات وربط تلك الأصوات بعمليات الجسم. وتقوم بتحديد كيفية تدفق الهواء داخل الرئتين وخروجه منها وكيفية تغير إيقاع القلب في حالات الراحة والنشاط المتنوعة، وكيفية تحرك الطعام والغازات والسوائل في الأمعاء. وتعد هذه الأجهزة ذات قيمة خاصة بالنسبة للأطفال الرضع المبتسرين الذين قد يعانون من توقف التنفس أو مضاعفات الجهاز الهضمي.

أهمية الأجهزة القابلة للارتداء للرضع

الأطفال الرضع هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات في الرئة ومضاعفات اضطراب التنفس. إذ يعد انقطاع التنفس، وهو أمر شائع بشكل خاص عند الأطفال المبتسرين، سببًا رئيسيًا للبقاء في المستشفى لفترة طويلة وربما الوفاة. عندما يحدث انقطاع النفس، فإن الرضع إما لا يتنفسون (بسبب عدم نضج مراكز التنفس في الدماغ) أو يكون لديهم انسداد في مجرى الهواء لديهم ما يحد من تدفق الهواء. ومع ذلك، لا توجد طرق حالية لمراقبة تدفق الهواء بشكل مستمر بجانب السرير والتمييز بدقة بين الأنواع الفرعية لانقطاع التنفس. خاصة عند هؤلاء الرضع الأكثر عرضة للخطر في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. بالإضافة إلى ذلك فإن العديد من هؤلاء الأطفال أصغر حجمًا من سماعة الطبيب. لذا فإن مراقبتهم صعبة بالفعل من الناحية الفنية.
يمكن للأجهزة الجديدة تسجيل هذه الأصوات بشكل مستمر وغير مزعج لمراقبة التنفس والحالة العامة للأطفال الرضع.

كما يستخدم الباحثون الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة أداء الجهاز الهضمي كجزء من الدراسة التجريبية في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. إذ تكثر مشكلات الجهاز الهضمي لدى الرضع، ويصاحبها انخفاض أصوات الأمعاء. التي يمكن استخدامها كعلامة إنذار مبكر لمشاكل الهضم، وخلل الحركة المعوية، والعوائق المحتملة.

تتضمن هذه الأجهزة ذاكرة فلاش وبطارية صغيرة ومكونات إلكترونية وقدرات بلوتوث. وتحتوي على ميكروفونين صغيرين – أحدهما متجه نحو الداخل نحو الجسم والآخر متجه نحو الخارج نحو الجزء الخارجي من الجسم. ومن خلال التقاط الأصوات في كلا الاتجاهين، يمكن للخوارزميات فصل الأصوات الخارجية (من البيئة المحيطة أو الأعضاء المجاورة) عن الأصوات الداخلية للجسم.

وجد الباحثون في الاختبارات التجريبية أن الأجهزة الجديدة Wearable devices تعمل بدقة عالية وتقدم وظائف جديدة لم يتم تطويرها أو استخدامها في الرعاية البحثية أو السريرية.

في الختام، تشير الدراسة إلى أن هذه الأجهزة القابلة للارتداء تمثل تقدمًا هامًا في مجال رصد الحالة الصحية. إذ يمكنها توفير تقييم دقيق ومستمر لصحة المرضى، ما يساعد على اتخاذ قرارات سريرية صائبة.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى