تطوير لقاح جديد ضد التهاب الكبد الوبائي سي

لقد شكل تطوير لقاح فعال ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي سي تحديًا كبيرًا لعقود من الزمن بسبب التنوع الجيني العالي للفيروس. لكن في الوقت الحالي نجح فريق بحثي في تحقيق نتائج واعدة في هذا الصدد. فقد تمكنوا من تحفيز الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع (bnAbs) في النماذج المعملية لأول مرة. ذلك باستخدام المستضدات التي تركز على النمط الظاهري.

أهمية إيجاد لقاح ضد التهاب الكبد الوبائي سي

على مستوى العالم، هناك ما يقرب من 58 مليون شخص مصابين بفيروس سي الكبدي بشكل مزمن. مما يؤدي إلى 290 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب المضاعفات مثل تليف الكبد وسرطان الكبد. وعلى الرغم من أن العلاجات المضادة للفيروسات الحديثة تحقق معدلات شفاء عالية، إلا أن القضاء على فيروس سي على مستوى العالم يظل هدفًا صعبًا بسبب عدم كفاية الكشف المبكر وخيارات العلاج المحدودة.

في الواقع، تم تحديد فيروس التهاب الكبد سي باعتباره أحد مسببات الأمراض المتوطنة ذات الأولوية العالمية في أبحاث وتطوير اللقاحات في “أجندة التحصين 2030” لمنظمة الصحة العالمية. وهو من بين مسببات الأمراض التي هناك حاجة ملحة للقاحات لها، لأنها تسبب عبئًا مرضيًا كبيرًا. يمكن للقاح فعال أن يسد هذه الفجوة ويحد من انتشار الفيروس.

قد يهمك: الأجسام المضادة أحادية النسيلة قد تكون بديلاً فعالاً للسيسبلاتين في علاج سرطان الرأس والرقبة

خطوات الدراسة

استخدم الفريق تصميمات بروتينية حاسوبية جديدة لمحاكاة مناطق معينة من جليكوبروتينات الفيروس E1 وE2، والمعروفة باسم نقيضات التحييد. تم نقل هذه البروتينات إلى حاملات بروتينية اصطناعية. وتم دمجها في الجسيمات النانوية لإثارة الاستجابة المناعية الأكثر فعالية.

وقد أظهرت الدراسة أن هذه المستضدات التي تركز على النمط الظاهري في نماذج الفئران التي تحتوي على مجموعة من الأجسام المضادة البشرية قد أثارت استجابة مناعية قوية. وكانت الأجسام المضادة المنتجة قادرة على تحييد سلالات متعددة من فيروس التهاب الكبد الوبائي سي وراثيًا بنجاح.

اقرأ أيضًا: مرض السل يعود إلى الصدارة كأحد أخطر الأوبئة القاتلة

إمكانات تطوير اللقاح

تقدم نتائج هذه الدراسة نهجاً واعداً للتغلب على الإخفاقات السابقة في تطوير لقاح فعال لفيروس سي. هذا النهج لا يقربنا من لقاح فعال لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي فحسب. بل قد يضع أيضاً معايير جديدة في تطوير اللقاحات ضد هذا الفيروس وغيره من الفيروسات ذات الأهمية الطبية.

تمثل الدراسة إنجازًا مهمًا في أبحاث اللقاحات ويمكن أن تساهم في الحد من انتشار التهاب الكبد الوبائي سي على مستوى العالم على المدى الطويل. وتهدف الأبحاث المستقبلية إلى تعزيز فعالية المستضدات المناعية بشكل أكبر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تطبيق الأفكار المكتسبة على فيروسات أخرى تشكل تحديات مماثلة لتطوير اللقاحات.

 

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى