تأثير تغذية الرضع على مستويات الدهون في الجسم في مرحلة الطفولة المبكرة
تقدم الدراسة التي قدمت في اجتماع الجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري (EASD) في هامبورغ بألمانيا، رابطًا بين تغذية الرضع بواسطة الحليب الصناعي وتقديم المشروبات الغازية في وقت مبكر لهم وبين ارتفاع مستويات الدهون في الجسم في مرحلة الطفولة في وقت لاحق.
تأثير تغذية الرضع على مستويات الدهون في مرحلة الطفولة
أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين أرضعوا بالحليب الطبيعي لمدة 6 أشهر أو أكثر كان لديهم نسبة أقل من الدهون في الجسم عند بلوغهم 9 أعوام مقارنةً بالأطفال الذين لم يتلقوا حليب الأم لمدة 6أشهر. وتشمل هذه المجموعة الأطفال الذين لم يتم إرضاعهم أبدًا أو من تلقوا حليب الأم لمدة أقل من 6 أشهر. كما تبين أن الأطفال الذين لم تقدم إليهم المشروبات الغازية لهم قبل عمر الـ 18 شهرًا كانت لديهم كتلة دهنية أقل عند بلوغهم عمر التاسعة.
تدعم هذه النتائج النظرية التي تشير إلى أن طريقة تغذية الطفل في مرحلة الرضاعة قد تكون مرتبطة بجعله عرضة للسمنة فيما بعد في حياته.
علقت إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة قائلة: “لقد درست العديد من الدراسات السابقة الارتباط بين تغذية الرضيع منذ الولادة، ومخاطر الإصابة بالوزن الزائد أو السمنة في عمر الطفولة بناءً على مؤشر كتلة الجسم (BMI). لكن مؤشر كتلة الجسم لا يعد مؤشرًا دقيقًا بالنسبة للأطفال. في هذه الدراسة، كنا نهدف إلى توسيع البحث السابق من خلال دراسة الارتباطات بين ممارسات تغذية الرضع ومقياس أكثر دقة للدهون في الطفولة”.
حلل الباحثون في هذه الدراسة بيانات أكثر من 700 زوج من الأمهات والأطفال الذين شاركوا سابقًا في دراسة Healthy Start. وهي دراسة تتبعية طويلة الأجل لتأثير نمط حياة الأم والبيئة خلال فترة الحمل على نمو وتطور الأطفال.
في المقابلات التي أجريت عندما بلغ أطفالهن 6 و18 شهرًا، تم سؤال الأمهات عن ممارسات التغذية. بما في ذلك مدة وحصرية الرضاعة مقابل التغذية بالحليب الصناعي والعمر الذي بدأ فيه تقديم الأطعمة المكملة.
ثم قسم الباحثون الأطفال وفقًا لمدة الرضاعة الطبيعية (6أشهر أو أكثر مقابل أقل من 6 أشهر)، والعمر الذي بدأ فيه تقديم الأطعمة المكملة للطفل (عند أو قبل 4 أشهر أو بعد 5أشهر). أيضًا العمر الذي تم فيه تقديم المشروبات الغازية (18 شهرًا أو أكثر مقابل أقل من 18 شهرًا).
نتائج الدراسة
أجرى الباحثون تقييمًا لنسبة كتلة الدهون مرتين وجاءت النتائج كما يلي:
- في التقييم الأول (عند متوسط عمر 5 سنوات)، بلغت نسبة الدهون 19.7% في المتوسط.
- في التقييم الثاني (عند متوسط عمر 9 سنوات)، بلغت نسبة الدهون 18.1% في المتوسط.
لم يكن نمط التغذية مرتبطًا بفروق في الدهون في الجسم عند عمر 5 أعوام. ومع ذلك، كانت مدة الرضاعة الأقصر وتقديم المشروبات الغازية في وقت مبكر مرتبطة بزيادة أسرع في الدهون في الجسم.
كانت نسبة الدهون في الجسم لدى الأطفال الذين أرضعوا لمدة أقل من 6 أشهر أعلى بمقدار 3.5% عند عمر التاسعة. مقارنة بالأطفال الذين استمروا في الرضاعة Breastfeeding لمدة 6 أشهر.
خلص مؤلفو الدراسة إلى أن أنماط تغذية الرضع، تؤثر على مستويات الدهون في الجسم في وقت لاحق من مرحلة الطفولة. وأضافت النتائج مجموعة أكبر من الأدلة التي تدعم الفوائد الصحية المحتملة للرضاعة الطبيعية لكل من الأمهات والأطفال. كما أنها تدعم الأهمية المحتملة لتأخير إدخال المشروبات الغازية إلى النظام الغذائي للأطفال.