دراسة تحدد الفرق بين الذكر والأنثى في أنواع خلايا الدماغ التي تسبب التوتر
لماذا تختلف أعراض الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتوتر بين الجنسين؟
من المعروف أن المستويات العالية من التوتر تساهم في تدهور العديد من الحالات النفسية والطبية، بما في ذلك الاكتئاب واضطرابات القلق وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. كما تشير الدراسات السابقة إلى أن الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتوتر يمكن أن تظهر بشكل مختلف بين الرجال والنساء، حيث يظهر كلا الجنسين في الغالب أعراضًا مختلفة.
الفرق بين الذكر والأنثى في أنواع خلايا الدماغ التي تسبب التوتر
تشير الدراسات السابقة إلى أن الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتوتر تظهر أعراضًا مختلفة لدى الجنسين. على سبيل المثال: الاكتئاب، إذ نعلم أن ما يقرب من ثلثي مرضى الاكتئاب هم من النساء. لكننا نلاحظ أيضًا أن المرضى من النساء والرجال يصابون بمجموعة مختلفة من الأعراض تتطور بوتيرة مختلفة لدى كلًا منهما على سبيل المثال، الانتحار والغضب أكثر شيوعًا عند الرجال. بينما اللامبالاة والانسحاب الاجتماعي أكثر شيوعًا عند النساء. ومع ذلك، لا نعرف الأسباب المؤدية لحدوث تلك الاختلافات على مستوى خلايا الدماغ.
أجرى فريق من معهد ماكس بلانك للصحة النفسية دراسة علمية بهدف فهم أفضل للعمليات البيولوجية التي تحدث في الدماغ عند التعرض للضغوط والتوتر النفسي لدى كل من الذكور والإناث.
قام الباحثون في هذه الدراسة بتعريض الفئران للتوتر وفحص تأثير ذلك على أنواع مختلفة من الخلايا في المنطقة المعروفة بالنواة الجانبية البطنية في الغدة النخامية. ولفحص رد الفعل للخلايا العصبية في الدماغ، استخدم الباحثون تقنية حديثة للكشف عن التغيرات الجينية المرتبطة بتوتر الفئران.
اقرأ أيضًا: دراسة: أدوية فقدان الوزن قد تسبب مضاعفات تهدد الحياة عند التخدير
نتائج الدراسة
استنتج الباحثون أن هناك اختلافات جنسية في أنواع الخلايا التي تستجيب للتوتر في الدماغ. كما تبين أن الخلية الأكثر حساسية للتوتر هي الأوليغودندروسيت. وهي خلية تدعم الخلايا العصبية في الدماغ وتساعدها على العمل بشكل صحيح. وقد لوحظ أن الأوليغودندروسيت تتغير في الذكور عند التعرض للتوتر المزمن. حيث تصبح أقل تعقيدًا ونضجًا. ومع ذلك، لم يتم رصد هذا التأثير في الإناث.
تعد هذه الدراسة خطوة هامة لفهم كيفية تفاعل خلايا الدماغ (brain cells) لدى لذكور والإناث مع التوتر، وتوفير تفسير جزئي للاختلافات الجنسية الموجودة بالفعل في تظاهر الاضطرابات المرتبطة بالتوتر. وعلى الرغم من صعوبة تفسير النتائج بشكل منفرد. إلا أنها قد تمهد الطريق لاكتشافات جديدة وتساهم في تطوير عقاقير موجهة جنسيًا أكثر فعالية للأمراض المرتبطة بالتوتر.