العلاقة بين السمنة ومرض الزهايمر
دراسة جديدة/ السمنة تؤدي إلى تفاقم مرض الزهايمر
مع تزايد معدلات السمنة حول العالم في العقود الأخيرة، وتزايد مخاطر البدانة وتأثيرها السلبي على الصحة العامة للجسم، زاد اهتمام العلماء لفهم الآليات العصبية التي يرتكز عليها مرض السمنة، ما دعا العلماء إلى إجراء بعض الدراسات العلمية للبحث في العلاقة بين السمنة ومرض الزهايمر، وتحديد تأثير السمنة على العقل، وقد تبين من نتائج الدراسة آلية تأثير زيادة الوزن على التدهور المعرفي، إليك في هذا المقال تفاصيل الدراسة الكاملة والنتائج التي توصلت إليها.
العلاقة بين السمنة ومرض الزهايمر
أجرى الباحثون في جامعة مكغيل مؤخرًا بحثًا يكشف عن تأثير السمنة على عقولنا، وقد أشارت بعض دراسات التصوير العصبي إلى احتمالية انخفاض كثافة المادة الرمادية في مناطق محددة من مخ مرضى السمنة، وقد ثبت أن إجراء بعض التعديلات في نمط الحياة قد يكون له تأثيرًا إيجابيًا على صحة العقل، لذلك فإن من الضروري اتباع خطوات جادة لإنقاص الوزن، للحفاظ على الصحة العامة للجسم، والوقاية من الخرف مع التقدم في العمر.
هل يمكن أن تسبب السمنة مرض الزهايمر؟
توصل الباحثون من خلال هذه الدراسة إلى الآلية التي يؤدي عن طريقها الوزن الزائد إلى التنكس العصبي، ما يتسبب بدوره في التدهور المعرفي والإصابة بمرض الزهايمر، فقد توصل العلماء إلى انخفاض كثافة المادة الرمادية في أماكن معينة من مخ مرضى السمنة، ويجب الإشارة إلى أن السمنة تختلف عن زيادة الوزن، وكلاهما يمثلان حالات تراكم الدهون مع اختلاف كمية الدهون المتراكمة في الجسم التي يستدل عليها من خلال مؤشر كتلة الجسم، إذ يتم حساب مؤشر كتلة الجسم، بقسمة الوزن بالكيلو جرامات على مربع الطول بالمتر وتحدد النتيجة ما إذا كان الشخص مصابًا بالسمنة أو زيادة الوزن كالتالي:
- مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 30:25 يعني أن الشخص يعاني من زيادة الوزن.
- مؤشر كتلة الجسم يزيد عن 30 يشير إلى أن الشخص يعاني من السمنة.
على الرغم من معرفة العديد من الأشخاص بمخاطر السمنة، إلا أن الكثير منهم لا يربط بين تأثير السمنة على تطور حالات الخرف أو الزهايمر.
وقد أثبتت الدراسة وجود علاقة قوية بين السمنة والوظائف الإدراكية. التي تتضمن زيادة الالتهابات في الجسم والتنظيم الهرموني ومعدلات الجلوكوز، ومقاومة الإنسولين. حيث يشكل ما سبق جزءًا من الالتهابات التي تؤدي إلى تدهور خلايا المخ ووظائفه.
ويوضح العلماء أن إجراء تلك الدراسة كان بدافع من دراسة أحرى أجريت سابقًا وتبين فيها أن أنماط التنكس العصبي المرتبطة بالسمنة. تبدو مشابهة لأنماط التنكس العصبي المتعلقة بمرض الزهايمر. كما وجد أيضًا ضمور ضمور في مادة الدماغ وفقد في خلايا المخ لدى كل من مرضى الزهايمر والسمنة.
إرشادات هامة لمرضى السمنة
بعد إجراء الدراسة والتوصل إلى آلية تأثير السمنة (Obesity) على المخ وتطور مرض الزهايمر. يوصي العلماء بضرورة اتباع نمط حياة صحي وإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة اليومي، وتشمل:
- ممارسة التمرينات الرياضية يوميًا بانتظام.
- الالتزام بتناول غذاء صحي ومتوازن يتضمن الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
- تجنب الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة.
- الحصول على قسط كاف من الراحة وتقليل التوتر والقلق.
في الختام، بعد معرفة العواقب الوخيمة للسمنة على المخ، والعلاقة بين السمنة ومرض الزهايمر. لا بد من اتخاذ خطوات حاسمة للتخلص من السمنة. وإجراء بعض التعديلات في الحياة اليومية، مثل: تناول الطعام الصحي وممارسة الأنشطة الرياضية، بهدف علاج السمنة. الأمر الذي يساعد في تعزيز صحة المخ وتقليل مخاطر الإصابة بالخرف أو الزهايمر.