دراسة: قلة عدد البكتيريا المهبلية "الصديقة" قد يرتبط بسرطان المبيض

وجد باحثون من جامعة كوليدج-لندن أن قلة عدد البكتيريا المهبلية “الصديقة” قد يزيد من احتمالية إصابة المرأة بسرطان المبيض.

وأكد الباحثون أنه عند إثبات صحة تلك الرابطة، فإنه يمكن الاعتماد على المسحات المهبلية في التنبؤ_أو الكشف المبكر_عن سرطان المبيض.

عدد البكتيريا المهبلية "الصديقة"
دراسة: قلة عدد البكتيريا المهبلية “الصديقة” قد يرتبط بسرطان المبيض

فهم يأملون أن يُستخدم ذلك الاكتشاف في تحديد النساء الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان بأقل الإمكانيات وأبسط التقنيات المتاحة.

ومع ذلك، فإنهم يرون أنه لازالت هناك حاجة للمزيد من البحث والعمل لمعرفة المزيد حول هذا الأمر.

كما يرون أن فكرة إعطاء النساء جرعات من “البكتيريا المهبلية الصديقة” تُعد سابقة لأوانها، حيث لم يتم الجزم بعد بفائدتها.

يتم تشخيص أكثر من 7300 امرأة بسرطان المبيض كل عام في المملكة المتحدة وحدها، وكلما تم تشخيصه مبكرًا كلما تحسنت فرص العلاج.

ولكن أعراض سرطان المبيض_كالشعور بالانتفاخ أو الإنزعاج بالبطن_تتشابه كثيرًا مع الكثير من الحالات الشائعة، كتقلصات الدورة الشهرية أو القولون العصبي.

وللأسف الشديد، فإن سرطان المبيض لا يتم اكتشافه في معظم الحالات إلا بعد وصوله لمراحل متقدمة.

ويُعد السبب الدقيق وراء حدوث سرطان المبيض غير معروف، ولكن هناك عوامل معينة تزيد من خطر إصابة المرأة: كالعمر أو التاريخ العائلي المرضي، أو سرطان الثدي أو زيادة الوزن.

ولكن الباحثون في الوقت الحالي يعتقدون أن لبكتيريا المهبل دور في هذا الأمر، وهو ما يدعم فكرة أن الكائنات الدقيقة بداخل أجسامنا تؤثر بشكل رئيسي على صحتنا.

إن أحد الأنواع الرئيسية للبكتيريا المهبلية المفيدة هي البكتيريا العصوية اللبنية (lactobacillus)، والتي يعتقد الخبراء أنها تحمي المهبل من تأثيرات الكائنات الحية المسببة للمرض_مثل العدوى البكتيرية الضارة والفطريات.

شملت الدراسة 176 امرأة مصابة بسرطان المبيض، و109 لديهن الاستعداد الوراثي للإصابة به، و295 ليس لديهن مخاطر وراثية أو جينية.

وقد تم فحص جميع النساء المشاركات، وأخذ مسحات مهبلية بنفس التقنية المتبعة في حالات فحص عنق الرحم.

ووجد الباحثون أن مستويات البكتيريا العصوية اللبنية كانت منخفضة بشكل ملحوظ في النساء_دون سن الـ50_المصابات بسرطان المبيض، أو اللواتي يحملن خطر الإصابة.

وأشارت النتائج_التي نُشرت في مجلة Lancet Oncology_أنه ليس من الواضح ما إذا كان الرابط سببيًا أو أن هناك عوامل أخرى قد تفسر ذلك.

تقول هيلين كالارد_من مركز أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة: “إن البكتيريا الحيوية مجال شيق للغاية ويتطلب المزيد من الأبحاث”.

“إننا نحاول فهم الكيفية التي تؤثر بها تلك الكائنات الصغيرة على صحتنا، ولكننا أيضًا لا نجزم أن الارتباط يعني السببية”.

وتضيف: “هناك العديد من العوامل المتعلقة بحدوث سرطان المبيض، وأيضًا الكثير من العوامل المسببة لتغير التركيبة البكتيرية للمهبل”.

“ربما تجتمع العوامل سويًا بما يوحي لنا أن انخفاض البكتيريا المهبلية هي السبب في حدوث سرطان المبيض، ولذلك فإننا نحتاج لمزيد من البحث والدراسة المتأنية للتحقق من طبيعة العلاقة بينهما”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى