بفضل جيل جديد من الأدوية، السرطان قد يصبح حالة مرضية قابلة للتحكم

وفقًا لدراسة بريطانية كبيرة، فإن السرطان قد يصبح حالة مرضية قابلة للتحكم وذلك بفضل جيل جديد من الأدوية.

فقد أعلن معهد أبحاث السرطان البريطاني عن تغيير استراتيجياته جذريًا لتمكين المرضى المصابين بالسرطان من الحياة لمدة أطول وبشكل أفضل.

وبينما يستمر البحث عن أدوية قادرة على القضاء على السرطان، تنشئ المنظمة مركزًا جديدًا_بقيمة 90 مليون جنيه إسترليني_يهدف بشكل خاص إلى قمع السرطان عن طريق منع خلاياه من مقاومة العلاج.

السرطان قد يصبح حالة مرضية قابلة للتحكم
بفضل جيل جديد من الأدوية…السرطان قد يصبح حالة مرضية قابلة للتحكم

وقال العلماء أنه يمكن اتباع تقنية جديدة تعتمد على جعل خلايا السرطان تتكيف مع نوع معين من العلاج، ثم تتم مهاجمتها بأنواع أخرى لم تطور الخلايا مقاومة ضدها.

ويُطلق العلماء على تلك التقنية اسم “تقنية الرعي متعدد الأدوية”، والتي من الممكن أن تصبح علاجًا فعالًا.

وقارنوها بالأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية، والتي لا تقضي على الفيروس جذريًا وإنما تُمكن المرضى من الحياة لفترة أطول.

ويأمل الباحثون أن يصبح أول جيل من الأدوية المضادة لتطور السرطان متاحًا أمام المرضى في غضون 10 سنوات.

كما قالوا أن النهج التقليدي لمهاجمة وصدمة الخلايا السرطانية بجرعات عالية من العلاج الكيميائي يفشل في كثير من الأحيان.

ويرجع هذا الفشل لكون العلاج الكيميائي يُحفز الخلايا السرطانية الغير مُدمرة للدخول في منافسة شرسة، وذلك لكي تبقى حية.

يقول البروفسور بول ووركمان_الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان: “إن قدرة السرطان على التكيف والتطور ومقاومة الأدوية هي السبب الرئيسي في حدوث الوفيات الناتجة عن المرض، وهي أيضًا التحدي الأكبر أمامنا”.

“نحن نؤمن بضرورة إجراء المزيد من البحوث من أجل إيجاد علاجات بديلة وفعالة تجعل السرطان مرضًا يمكن التحكم فيه”.

“إن هدفنا الآن هو جعل السرطان قابلًا للشفاء في كثير من الأحيان، وتمكين المرضى من الحياة بشكل أفضل لفترة أطول”.

وسيقوم مركز الأبحاث الجديد بالتعاون مع علماء الرياضيات وخبراء الكمبيوتر باستخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بكيفية استجابة السرطان للأدوية المختلفة.

وقد اكتشف المتخصصون إمكانية جعل الخلايا السرطانية شديدة الحساسية ضد نوع معين من الأدوية باستخدام التقنية الحديثة.

وهو الأمر الذي يُفقدها القدرة على التطور، مما يُعطي الأمل في تحويل السرطان إلى مرض قابل للشفاء.

تقول الدكتورة أوليفيا روسانيز_الباحثة بالمركز الجديد: “هذا النهج في اكتشاف الأدوية يمنحنا فرصة أفضل لهزيمة السرطان”.

“إننا سنصبح قادرين على التنبؤ بشكل استجابة السرطان بعد استخدام دواء معين، وهو ما سيساعدنا على المضي قدمًا في العلاج”.

وكشفت أوليفيا عن تطوير فئة جديدة من مثبطات “APOBEC”، وهي الأدوية التي تبطئ وتيرة التطور المقاوم للعلاج في الخلايا السرطانية.

“نحن نعتقد أن هذا هو علاج السرطان الأول في العالم، فهو يهدف إلى شفائه بدلًا من تخفيف حدة عواقبه”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى