دراسة تكشف العلاقة بين استخدام شفاطات حليب الثدي وإصابة الأطفال بالربو

اقترحت دراسة حديثة وجود علاقة مؤثرة بين استخدام شفاطات حليب الثدي وإصابة الأطفال بالربو.

وفسرت الدراسة هذه العلاقة بأن استخدام شفاطات الحليب أثناء الرضاعة قد يساعد في نقل أنواع ضارة من البكتيريا إلى الطفل.

استخدام شفاطات حليب الثدي وإصابة الأطفال بالربو
دراسة تكشف العلاقة بين استخدام شفاطات حليب الثدي وإصابة الأطفال بالربو

وأوضح الباحثون في دراستهم _التي نشرت في مجلة Cell Host & Microbe_أن الحليب الناتج من هذه الأجهزة يحتوي على مستويات أعلى من الجراثيم الضارة.

وهو ما قد يحمل خطراً عند مقارنته بالحليب الذي يأتي مباشرة من الثدي إلى الطفل دون استخدام وسيط.

ووجدت الدراسة أيضًا أن الأطفال قد يُحرمون من البكتيريا المفيدة التي تنتقل مباشرة من الأم عند الاعتماد على شفاطات الحليب.

تقول الدكتورة شيرين موسوي من جامعة مانيتوبا بكندا: “تساهم شفاطات الحليب في زيادة تعرض الرضع لمسببات الأمراض، وهو ما قد يؤدي لإصابتهم بعدوى الجهاز التنفسي”.

“وقد يفسر ذلك السبب تعرض الرضع الذين يتغذون على حليب الشفاطات للإصابة بالربو بشكل أكبر عند مقارنتهم بالذين يتغذون على حليب الثدي مباشرة”.

وتُعد بريطانيا إحدى أقل الدول الغربية في معدلات الرضاعة الطبيعية، حيث تبلغ نسبتها 34% فقط بين الأطفال بعمر 6 أشهر.

بينما ترتفع النسبة في السويد، حيث يظل 62% من الأطفال الرضع يتلقون حليب الأم حتى عمر 6 أشهر.

من المعروف أن حليب الثدي يحتوي على مجموعة معقدة من البكتيريا الضرورية لصحة ووظيفة المعدة والأمعاء في الأطفال.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الاضطرابات في تلك البكتيريا النافعة قد تجعل الطفل أكثر عرضة للحساسية والربو والسمنة، وحتى السرطان.

ومع ذلك لم يكن من الواضح أمامنا كيف دخلت هذه البكتيريا إلى القناة الهضمية للطفل.

ولذلك فقد سعى العلماء إلى التحقق مما إذا كانت شفاطات الحليب تُمثل مصدرًا للأخطاء أو الضرر بالنسبة لصحة الرضيع.

دراسة العلاقة بين استخدام شفاطات حليب الثدي وإصابة الأطفال بالربو

قام العلماء بالبحث عن الجينات البكتيرية في عينات حليب الثدي لـ 393 من الأمهات الأصحاء بعد 3-4 أشهر من الولادة.

ووجد الفريق أن المحتوى البكتيري للحليب الذي يتغذى عليه كل طفل يختلف اختلافاً كبيراً من رضيع إلى آخر.

فقد احتوى الحليب الناتج عن استخدام الشفاطات على مستويات أعلى من “مسببات المرض الانتهازية” من الميكروبات.

بينما كانت الرضاعة الطبيعية المباشرة بدون وسيط مرتبطة بالميكروبات النافعة الموجودة عادة في فم الطفل، فضلاً عن ثرائها وتنوعها.

تقول الدكتورة ميغان آزاد _الباحثة بمستشفى الأطفال في مانيتوبا: “توسع هذه الدراسة فهمنا لميكروبات الحليب البشري والعوامل التي قد تؤثر عليه بشكل كبير”.

“ستلهمنا هذه النتائج لإجراء أبحاث جديدة حول الرضاعة الطبيعية وحليب الأم، خاصةً فيما يتعلق باستخدام شفاطات الحليب.”

كما قال العلماء أن الأدلة الجديدة تشير إلى أن ميكروبات فم الرضع تلعب دورا هامًا أيضًا في تحديد نوع البكتيريا الموجودة في حليب الأمهات.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى