خيط الأسنان قد يكون له تأثير سام محتمل … تعرف عليه الآن!

يساعدنا خيط الأسنان في الحصول على أسنان نظيفة ورائحة نفس منعشة، إلا أنه_وفي نفس الوقت_قد يكون له تأثير ضار محتمل.

إذ يمكنه ترسيب كميات ضئيلة من مواد كيميائية قد تكون خطيرة، والتي تعرف باسم مركبات بولي كلوروفلوروأكيل (PFAS).

خيط الأسنان
خيط الأسنان قد يكون له تأثير سام محتمل … تعرف عليه الآن!

وقد بدأ إنتاج هذه المواد منذ منتصف القرن العشرين، والتي تتميز بأنها طاردة للماء.

ويشير الباحثون إلى أن “PFAS” تستخدم في عدد من المنتجات شائعة الاستخدام بما في ذلك علب تغليف الوجبات السريعة وأواني التيفال، والملابس المضادة للماء وغيرها.

ويمكن لهذه المواد أن تدخل الجسم مع الطعام والمشروبات أو الهواء.

ومما يزيد الطين بلة، لا تتكسر هذه المواد بسهولة، ويمكن أن تتراكم في أنسجة الحيوانات.

وقد ازدادت الأبحاث حول هذه المواد في العقود الأخيرة، حيث أشارت النماذج الميدانية والمعملية إلى أن المستويات المرتفعة من هذه المواد الكيميائية تؤثر على جهاز المناعة، وتضر الكبد، وقد تعبر المشيمة لتؤثر على نمو الجنين، وربما تعطي دفعة لتطور بعض أنواع السرطان.

وفي حين أنه لا يوجد مؤشر واضح على وجود مستوى آمن، إلا أن حقيقة أن المادة ترتبط ببروتينات الجسم وتتراكم في أماكن كالكبد والكليتين تجعلها مصدر قلق خطير.

دراسة تأثير مركبات “PFAS” في خيط الأسنان

بحثت الدراسة الحالة عن أشكال مركبات “PFAS” في دم المتطوعين بعد استبيان حول نمط حياتهم.

حيث شرع باحثون من معهد سايلنت سبرينغ_بالتعاون مع معهد الصحة العامة في كاليفورنيا_في تحديد العادات اليومية الشائعة التي تزيد من خطر التعرض لهذه المواد الكيميائية الخطرة.

وقد تم تعيين 178 امرأة_نصفهن من أصل أفريقي_للحصول على عينات من دمائهن، والتي تم تحليها بحثًا عن مركبات “PFAS”.

كما قدمت المشاركات تفاصيل عن نمط حياتهن من خلال المقابلات المنظمة.

وقد عثر الباحثون على دلائل لارتفاع بعض أنواع هذه المركبات في الدم، وفقًا للنتائج التي نشرت في دورية Nature.

لكن مصدر التلوث الأكثر إثارة للدهشة كان خيوط الأسنان.

وقد أظهر تحليل الخيوط من 18 علامة تجارية مختلفة مستويات من الفلور تشير لاستخدام مركبات “PFSA” كطلاء.

تقول كاتي بورونو_المؤلف الرئيسي من سيلنت سبرينغ: “هذه هي الدراسة الأولى التي تبين أن استخدام خيط تنظيف الأسنان الذي يحتوي على مركبات PFAS مرتبط بزيادة معاناة الجسم من هذه المواد الكيميائية السامة”.

وعلى الرغم من ذلك، فلا ينبغي أن يؤخذ أي من النتائج كدليل قاطع على أن مركبات “PFASs” في خيط تنظيف الأسنان ستؤدي إلى مشاكل صحية_على الأقل، ليس بمفردها.

ولكن مع وجود هذه المواد الكيميائية في العديد من المنتجات، وقدرتها على إحداث الضرر عند وجودها بجرعات كافية، يجب وضعها على راداراتنا البحثية.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى