العلماء يتمكنون من تطوير مشيمة عاملة خارج الرحم للمرة الأولى

في خطوة تمثل اختراق علمي كبير، تمكن باحثون من تطوير مشيمة عاملة خارج الرحم.

وقد تساعد هذه الخطوة الرائدة العلماء على فهم الملايين من حالات الإجهاض التي تحدث كل عام، وكيفية وقف أمراض مثل مرض فيروس زيكا.

تطوير مشيمة عاملة خارج الرحم
العلماء يتمكنون من تطوير مشيمة عاملة خارج الرحم للمرة الأولى

ويعطي هذا الاختراق الباحثين عضوًا حيًا لاختبار النظريات حول الأضرار التي تحدث للمشيمة وما يمكن عمله لإصلاح المشكلات.

وتعاني كثير من النساء من الإجهاض أو موت الأجنة نتيجة فشل اتصال المشيمة بالرحم بشكل صحيح بعد الحمل، مما يحرم الطفل من الأوكسجين والمغذيات.

ونظرًا لاستحالة رؤية ما يحدث داخل الرحم في المراحل المبكرة جداً، ما زالنا لا نفهم الكثير عن العملية أو سبب حدوثها.

تقول الدكتورة مارجريتا توركو_مؤلفة الدراسة الأولى_قسم علم الأمراض ووظائف الأعضاء بجامعة كمبريدج: “إن المشيمة ضرورية للغاية لدعم الطفل أثناء نموه”.

“وعندما لا تعمل بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل خطيرة، من مقدمات تسمم الحمل إلى الإجهاض، مع عواقب لحظية وطويلة الأمد لكل من الأم والطفل.”

لأول مرة … تطوير مشيمة عاملة خارج الرحم

ولإنتاج الأعضاء المصغرة ، استخدم العلماء زُغابات مأخوذة من أنسجة مشيمة لأجنة تم إجهاضها وزرعوها في هيكل ثلاثي الأبعاد.

وتسطيع هذه الهياكل إفراز نفس البروتينات والهرمونات اللازمة في الحمل.

ووفقًا للنتائج_التي نشرت في دورية Nature العلمية_أظهر الفحص أن المشيمة تتصرف كما لو أنها في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

فهي تحاول الالتحام داخل الأنسجة المحيطة كما يحدث في الرحم_حتى أنها تسجل استجابة إيجابية لاختبار الحمل الشائع.

يقول البروفيسور جراهام بيرتون _المؤلف المشارك ومدير مركز أبحاث المشيمة في كامبريدج: “هذه المشيمة الصغيرة تعتمد على عقود من البحث والتجربة، ونعتقد أنها ستغير العمل في هذا المجال”.

“فستلعب دورًا مهمًا في مساعدتنا في التحقق من الأحداث التي تنشأ خلال المراحل الأولى للحمل، وتؤثر على صحة الأم وأطفالها”.

“وتقوم المشيمة بتزويد الأكسجين والمغذيات الضرورية للجنين، وإذا فشلت في التطور، يمكن للحمل أن ينتهي بجنين منخفض الوزن أو ميت”.

ويأمل الباحث أيضًا في أن تساعد الأعضاء المطورة على فهم سبب انتقال بعض الأمراض_مثل الزيكا_من الأم إلى الجنين المتنامي.

وقد تكون مفيدة أيضًا لفحص سلامة الأدوية المستخدمة في بداية الحمل، أو توفير علاجات تعتمد على الخلايا الجذعية لفشل الحمل.

وقد أعلن نفس الفريق _في العام الماضي_ أنهم قد طوروا نماذج عاملة مصغرة لبطانة الرحم.

وأضاف آشلي موفيت_الأستاذ الفخري في علم المناعة الإنجابية في كامبريدج: “بعد أن طورنا نماذج عضوية من النسيج الأمومي والجنيني، يمكننا البدء في النظر في كيفية تفاعل هذين الجانبين مع بعضهما البعض”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى