لقاح السل (BCG) قد يكون فعالًا في علاج مرض السكري
أظهرت دراسة أمريكية مطولة استمرت لثماني سنوات أن لقاح السل (BCG) قد يكون فعالًا في علاج السكري من النوع الأول.
حيث أشارت الدراسة أن لقاح السل (BCG) قد يكون فعالاً في عكس تأثيرات النوع الأول للسكري إلى مستويات غير قابلة للاكتشاف تقريباً.
كما لاحظ الباحثون أن جرعة واحدة من اللقاح_متبوعة بجرعة مُعززة بعد أربعة أسابيع_قد خفضت مستويات سكر الدم في غضون 3سنوات.
وليس هذا فحسب؛ فقد استمرت مستويات سكر الدم قريبة جداً من المعدلات الطبيعية في خلال السنوات الخمس التالية.
وقد أشاد خبراء بريطانيون بالنتائج التي نشرت في مجلة (vaccines) ووصفوها بأنها “مثيرة للغاية”.
كما أكدوا أن مثل هذا العلاج سيكون “إنجازاً كبيرًا” في علاج مرض السكري من النوع الأول.
- اختبار جديد يتنبأ بالإصابة بمرض السل قبل ظهور أعراضه بـعامين
- العلماء يكتشفون علاقة غير متوقعة بين مرض السل ومرض باركنسون
ويُعد السكري من النوع الأول أحد أمراض المناعة الذاتية؛ التي يقوم فيه الجسم بمهاجمة خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.
وحيث أن الجسم يحتاج إلى الأنسولين لتحريك السكر من الدم إلى الخلايا وإنتاج الطاقة؛ فإن مرضى السكري من النوع الأول قد يقعون في غيبوبة قاتلة إذا لم يتلقوا حُقن الأنسولين بالجرعات المضبوطة.
وهناك حوالي 400000 شخص مصابون بهذه الحالة في المملكة المتحدة وحدها، ويحتاجون إلى حقن يومية للأنسولين.
لذا فلقاح (BCG) _المُستخدم أساساً في التحصين ضد السل_ قد يُفيد مرضى السكري الذين يحتاجون إلى فحص مستويات السكر في دمائهم باستمرار.
فالدراسة الجديدة تشير إلى أن حقنتين فقط من لقاح السل (BCG) قد يعالجان الحالة عمليًا لسنوات عديدة في كل مرة.
تقول الدكتورة دنيز فاوتمان _من مستشفى ماساشوستس العام: “لطالما اعتقدنا أن لقاح السل (BCG) قد يكون علاجاً للسكري من النوع الأول بشكل فعال وآمن”.
وتضيف: “تلك الدراسة هي بمثابة التحقق السريري من هذا الاعتقاد؛ فقد كان اللقاح قادراً بالفعل على خفض سكر الدم إلى مستوياته العادية”.
إن لدينا الآن فهم واضح للآلية التي يصنع بها لقاح السل تغييرات دائمة ومفيدة في الجهاز المناعي، ومن ثم تخفيض سكر الدم في حالات السكري من النوع الأول”.
يذكر أن لقاح السل يستخدم لمدة قرن تقريبا لمنع مرض السل، ويساعد على تعزيز وتنظيم الجهاز المناعي.
وقد اكتشف الفريق أيضًا أن اللقاح يُسرع من عملية إنتاج الخلايا للطاقة باستخدام الجلوكوز.
كما أظهرت الاختبارات على الفئران أن حقن لقاح (BCG) قد يكون مفيدًا أيضًا في حالات السكري من النوع الثاني.
دراسة تأثير لقاح السل (BCG) على سكر الدم
تضمنت الدراسة الجديدة 52 شخصًا يعانون من مرض السكري من النوع الأول.
وقد لوحظ انخفاض مستويات سكر الدم لدى هؤلاء الأشخاص بنسبة 10% بعد ثلاث سنوات من العلاج، وبنسبة 18% بعد أربع سنوات.
وفي المقابل؛ فقد استمرت مستويات سكر الدم في الارتفاع لدى مجموعة الأشخاص الذين تلقوا الدواء الوهمي خلال فترة التجربة.
تُعلق البروفيسورة هيلين ماك شان _أستاذة علم اللقاحات في جامعة أكسفورد_ على البحث قائلة: “إنه مثير للغاية!”.
“ففكرة أن جرعتين فقط من اللقاح يمكنهما تحسين مستويات سكر الدم لدى مرضى السكري هي فكرة شيقة، وتزيدنا علماً بمدة تأثيراته على جهازنا المناعي”.
“وقد توفر تلك النتائج طريقاً ممهداً نحو وسيلة منخفضة التكلفة للحد من معدلات الاعتلال والوفيات الكبيرة، والتي ترتبط بمرض السكري”.
وعقب البروفيسور دانيال ديفيس _أستاذ علم المناعة بجامعة مانشستر: “لقد تم دراسة أعداد صغيرة نسبياً من المرضى خلال الدراسة الحالية”.
ويضيف: “لكن البحث يشير إلى طريقة رائعة ومهمة يمكن من خلالها تعديل قوة جهاز المناعة، عن طريق التعرض للقاح السل”.
“يجب القيام بمزيد من الأبحاث للتأكد مما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على جميع مرضى السكري من النوع الأول، وربما حتى أمراض المناعة الذاتية الأخرى”.
اقرأ أيضًا: دواء جديد قد يقضي على مرض السكري!