إدراج “إدمان ألعاب الفيديو” ضمن اضطرابات الصحة العقلية
أضافت منظمة الصحة العالمية “إدمان ألعاب الفيديو” إلى قائمة حالات الصحة العقلية؛ وذلك في النسخة الجديدة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD).
ويتضمن ذلك التصنيف قائمة الأمراض المعيارية لمنظمة الصحة العالمية – WHO، والحالات الطبية الأخرى المُعتمدة في جميع أنحاء العالم.
وتهدف إضافة “إدمان ألعاب الفيديو” لقائمة الاضطرابات العقلية إلى مساعدة الأطباء على تحديد النقطة التي تتحول فيها هواية ألعاب الفيديو إلى مشكلة حقيقية.
كما يمكن أن يساعد ذلك أيضًا الأفراد الذين يشعرون بالمعاناة جراء إدمانهم لتلك الألعاب في الحصول على العلاج المناسب لحالتهم.
شروط تحول “إدمان ألعاب الفيديو” إلى مشكلة عقلية
تؤكد منظمة الصحة العالمية أن ألعاب الفيديو تتحول من مجرد هواية إلى إدمان إذا استوفت ثلاثة شروط:
- إذا فقد الشخص السيطرة على عادات اللعب الخاصة به.
- إذا بدأ في إعطاء تلك الألعاب الأولوية على إنجاز مهامه اليومية وأنشطته الأخرى.
- إذا استمر في اللعب على الرغم من حدوث العواقب السلبية الواضحة.
كما يُشترط أن يكون ذلك النمط واضحاً لفترة عام واحد قبل إجراء التشخيص، وذلك وفقا للتعريف الوارد بالتصنيف الدولي للأمراض.
كل ذلك يضيف ألعاب الفيديو للسلوكيات التي يُمكن أن تتحول إلى مشكلات إذا فُقدت السيطرة عليها؛ كالإفراط في شرب القهوة أو تعاطي الكحوليات (الضار).
ومع ذلك، فإن تحديد سلوكيات _كفرط ألعاب الفيديو_ كحالة إدمانية أو مشكلة عقلية لا يزال موضع جدل.
حيث يجادل بعض الباحثين بأن إدمان الألعاب غالبا ما يكون أحد أعراض مشاكل الصحة العقلية، بدلا من كونه حالة صحية نفسية في حد ذاته.
ويشمل مصطلح “الألعاب” الواردة بالتصنيف الدولي للأمراض (ICD) مجموعة واسعة من الأنشطة التي يمكن أن يؤديها الشخص منفرداً أو برفقة آخرين.
ويتضمن ذلك المصطلح مجموعة واسعة من الألعاب متفاوتة الصعوبة والتعقيد؛ بدءاً من ألعاب الألغاز على هاتفك الذكي وحتى ألعاب الكمبيوتر متعددة المستويات.
وليس المقصود من تعريف منظمة الصحة العالمية أن يوحي بأن أي نوع من الألعاب هو حالة إدمانية أو القول بأن كمية محددة منه تؤدي إلى اضطراب.
إن إدمان ألعاب الفيديو ستوصف كحالة صحية عقلية إذا كان السلوك شديدًا بما يكفي ليؤدي إلى مشاكل عديدة في الأداء الشخصي أو العائلي أو الاجتماعي أو التعليمي أو المهني، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وبعبارة أخرى، يجب أن يضر بعلاقاتك الشخصية أو يتداخل مع نتائجك في المدرسة أو العمل.
يقول شيخار ساكنينا _مدير قسم الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية: “اضطرابات الألعاب غير شائعة، لكنها ما زالت مهمة للغاية”.
“يجب على التصنيف الدولي للأمراض مواكبة الاضطرابات والأمراض المتطورة، وهذا واحد منهم.”
علم نفس الألعاب
لقد ناقش مجتمع الأطباء النفسيين ما إذا كانت الألعاب تسبب إدمانًا بما يكفي ليتم وصفها بأنها اضطراب لبعض الوقت.
لكن _حتى الآن_ رفضت الجمعية الأمريكية للطب النفسي تصنيف إدمان الألعاب كاضطراب، لكنها قالت أنها تستحق المزيد من البحث.
وقبل صدور قرار منظمة الصحة العالمية، أصدرت جمعية علم النفس والتكنولوجيا في الإعلام التابع لرابطة علم النفس الأمريكية بيانًا أعربت فيه عن قلقها إزاء فكرة “إدمان ألعاب الفيديو”، بسبب عدم كفاية الأبحاث حول هذا الموضوع:
ويكمن جزء من المشكلة في كيفية التمييز بين قضاء الكثير من الوقت في ممارسة الألعاب والسلوك الإدماني الفعلي.
ويحتاج العلماء إلى “وضع تمييز واضح بين شخص قد يستخدم الألعاب بشكل مفرط ولكن غير مثير للمشاكل وأي شخص يعاني من ضعف كبير في حياته اليومية نتيجة لفرط استخدام ألعاب الفيديو.
لكن _ومن وجهة نظر البعض_ قد يخدم “إدمان ألعاب الفيديو” آلية تأقلم مختلة للبعض.
فقد يتحول الشخص الذي يعاني من الاكتئاب أو القلق إلى ممارسة الألعاب أو تعاطيها مثل الكحول كوسيلة للتخفيف من هذه الأعراض.
- اضطراب النوم لفترة قصيرة يرتبط بزيادة فرص الإصابة ببعض المشاكل النفسية
- دراسة: الأجهزة الرقمية تؤثر على قوة العلاقات الأسرية
فوائد وأضرار ألعاب الفيديو في المستقبل
يقول بروس لي_أستاذ مشارك الصحة الدولية بكلية جونز هوبكنز للصحة العامة:”إن معرفة مدى ضرر الألعاب (أو فائدتها) يعتمد على السياق.”
فعلى الجانب الإيجابي، أظهرت الأبحاث أن استخدام الألعاب يمكن أن يخفف التوتر، ويحسن قدرات حل المشكلات.
كما يمكن أيضًا استخدام التقنيات التي نعتقد أنها مبنية للألعاب_مثل الواقع الافتراضي_في العلاج النفسي.
ومع ذلك، يمكن أن يصارع الناس لإيجاد توازن سليم بين فوائد وأضرار الألعاب.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية تنشئ قائمة التصنيف الدولي للأمراض بحيث يمكن لكل دولة أن تستخدم نظامًا موحدًا لتصنيف الأمراض.
مما يسمح بوجود طريقة موحدة لتحديد الأمراض وتتبع مدى شيوع بعض التشخيصات.
ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يتم تنفيذ التصنيف الدولي للأمراض من قبل البلدان في جميع أنحاء العالم.
حيث يقرر كل نظام صحي متى يبدأ استخدام القائمة المحدثة، والتي تتطلب أشكال مختلفة من حفظ السجلات الطبية.