تقنيات تحرير الجينات قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان
في الآونة الأخيرة ازدادت معدلات استخدام تقنيات تحرير الجينات _ومن أشهرها تقنية كريسبر- كاس 9_ لتعديل الجينات.
إلا أن دراسة حديثة قد أشارت إلى أن تقنيات تحرير الجينات هذه قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وتستخدم تقنية كريسبر- كاس 9 لإزالة أو تعديل جين معين في الخلايا، والتي يأمل الباحثون من خلالها أن يقوموا بعلاج العديد من الحالات الوراثية المستعصية.
اكتشاف تقنيات تحرير الجينات لأول مرة
وقد تم اكتشاف هذه التقنية لأول مرة في البكتيريا، التي تم برمجتها للتوجه لمكان محدد في الجينوم.
حيث تعمل كمقص جزئيي، لتصحيح أجزاء من الحمض النووي المعطوب داخل الخلية.
وحاليًا، يتم استخدامها في التجارب السريرية للعلاج المناعي للسرطان في الولايات المتحدة والصين.
ومن المتوقع إطلاق تجارب جديدة قريبا لعلاج أمراض الدم الوراثية مثل فقر الدم المنجلي.
- باحثون يتمكنون من القضاء على الطفرات الجينية باستخدام تقنية كريسبر
- تحديد الجينات اللازمة لعمل العلاج المناعي للأورام
إلا أن مقالتان منفصلتان _تم نشرهما في مجلة Nature Medicine_ تقولان أن التطبيق العلاجي لـ “تقنيات تحرير الجينات” قد يزيد في الواقع من خطر الإصابة بالسرطان.
هل من الآمن استخدام تقنية كريسبر- كاس 9؟
وجد فريق بحثي بقيادة جوسي تايبالي من جامعة كامبريدج البريطانية، أن تقنية كريسبر- كاس 9 يؤثر خلال عمله على آلية حيوية مصممة لحماية الخلايا من تلف الحمض النووي.
وقد أشار الباحثون إلى أن افتقار الخلايا لهذه الآلية يسهل من استخدام تقنيات تحرير الجينات عليها مقارنة بالخلايا الطبيعية.
ويتنج عن ذلك عدد من الخلايا المحورة جينيًا، لكنها وفي نفس الوقت، تفتقر للآلية الرئيسية التي تحميها من تلف الحمض النووي، وبالتالي فهي أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
يقول تايبالي: “رغم أننا لم نفهم بعد الآليات المسببة…نعتقد أن الباحثين يحتاجون إلى إدراك المخاطر المحتملة عند تطوير علاجات جديدة.”
“لهذا السبب قررنا نشر نتائجنا بمجرد اكتشافنا أن الخلايا التي تم تحريرها باستخدام كريسبر- كاس 9 يمكن أن تصبح سرطانية”.
وقد توصل فريق ثان في معهد نوفارتس للأبحاث في بوسطن بالولايات المتحدة إلى نتائج مشابهة نُشرت في نفس المجلة.
يقول دارين جريفين _الخبير في علم الوراثة في جامعة كينت والذي لم يشارك في أي من الدراستين: “إن النتائج تعطي “مبررًا للحذر، ولكن ليس بالضرورة للإنذار”.
وتابع: “أي علاج لديه القدرة على تقديم النفع، لديه القدرة على إلحاق الضرر ويجب النظر في هذه النتيجة بنظرة أوسع.”
“بينما نتعلم المزيد عن تقنية كريسبر- كاس 9 وكيف يمكن استخدامها، ستعتبر نتائج هذه الدراسة مهمة حتمًا”.
وعقب تايبالي أيضًا أنه لا يريد أن يبدو “مثيرًا للقلق” وأكد أن فريقه لا يقول أن “كريسبر- كاس 9” سيء أو خطير. بل أكد أنه سيكون أداة رئيسية للاستخدام في الطب في المستقبل.
وأضاف أنه بمجرد أن يدرك العلماء بشكل أفضل كيفية حدوث هذه الاستجابة من خلال تقنية كريسبر، فقد يكون من الممكن إيجاد طرق للتغلب على المشكلة.