دراسة: استخدام مضادات الاكتئاب يرتبط بزيادة الوزن
” استخدام مضادات الاكتئاب يمكن أن يسهم في انتشار السمنة في الدول المتقدمة”.. تلك هي النتائج التي انتهت إليها دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة كينجز كوليدج، حيث وجدوا أن الأشخاص الذين يستخدمون تلك الأدوية لفترة طويلة يصبحون أكثر عرضة لزيادة الوزن بنسبة 21%.
كان ذلك التأثير أكبر وأوضح بعد عامين إلى ثلاثة أعوام من الاستخدام المستمر لمضادات الاكتئاب، فقد وجد الباحثون أنه عند هذه النقطة تحديداً كان حوالي 29% من المرضى _ممن كانوا يُصنفون سابقاً بأنهم ذوي وزن طبيعي_ يعانون من السمنة أو الوزن الزائد.
يقول أستاذ الصحة العامة والمؤلف المشارك للدراسة مارتن جاليفورد: “يجب النظر إلى هذه النتائج على أنها أحد أسباب السمنة المتزايدة على مستوى العالم، فالاستخدام المتزايد لمضادات الاكتئاب قد يساهم في زيادة الوزن على المدى الطويل”.
تدعو هذه النتائج _التي نشرت في مجلة BMJ الطبية_ إلى أن تكون الأدوية هي الملاذ الأخير في التعامل مع الصور البسيطة من الاكتئاب، بحيث يتم إعطاء الأولوية لبعض التدخلات الأخرى مثل العلاج السلوكي الإدراكي، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية في هؤلاء المرضى.
وقد اعتمد الباحثون في تلك الدراسة على تحليل البيانات الخاصة بـ 300 ألف مريض في المملكة المتحدة بين عامي 2004 و 2014، وتحديد مؤشر كتلة الجسم لديهم وما إذا كانوا قد تلقوا مضادات الاكتئاب في العام السابق لتسجيل بياناتهم؛ وقد تم تسجيل أي زيادة في الوزن أكثر من 5%.
حيث وجد الباحثون أن فرصة حدوث هذه الزيادة في الوزن _في أي سنة معينة_ هي 8.1% لدى الأشخاص الذين لا يتناولون مضادات الاكتئاب، و 11.2% في الأشخاص الذين يتناولونها.
ولكن المفاجأة هي أنه حتى بعد مضي ثلاث سنوات من التوقف عن استخدام مضادات الاكتئاب، ظلت فرصة زيادة الوزن السنوية مرتفعة في هؤلاء الأشخاص بنسبة 46%، ووجدت الدراسة أن مخاطر زيادة الوزن هذه ظلت مرتفعة لمدة تصل إلى ست سنوات.
وقد حدد الفريق 12 نوعاً من الأدوية الأكثر شيوعًا للاكتئاب، وفي حين كانت جميعها مرتبطة بزيادة الوزن؛ إلا أن بعضها كان أشد خطراً من الآخر.
كان الميرتازابين (Mirtazapine) هو النوع الأكثر شيوعًا من الأدوية المضادة للاكتئاب الذي يحمل خطورة زيادة الوزن؛ وهو الدواء الذي يوصف لمرضى الاكتئاب الذين لا يتحملون الأدوية المثبطة للسيروتونين (SSRIs) _والتي تعد هي الخيار الأول لعلاج مرضى الاكتئاب”.
يقول المؤلف الرئيسي الدكتور رافائيل جافور: “إن النتائج التي توصلنا إليها تظهر أن العلاج المضاد للاكتئاب يزيد من خطر اكتساب المرضى للوزن على مدى سنوات”.
ويضيف: “من وجهة نظر سريرية، فإن هذه الملاحظات تعزز الحاجة إلى تنظيم وزن الجسم بشكل يُمكن هؤلاء المرضى من تناول العلاجات المضادة للاكتئاب”.
وقال البروفيسور ديفيد بالدوين _رئيس لجنة علم الأدوية النفسية في الكلية الملكية للأطباء النفسيين، والذي لم يشارك في التقرير:: “إن النتائج التي توصلت إليها الدراسة فيما يتعلق بـالميرتازابين (mirtazapine) تتفق مع نتائج الأدوية على المرضى ومع خبرتنا السريرية”.
وأضاف: “من الصعب التنبؤ بالمرضى الذين تزداد قابليتهم لاكتساب الوزن، ولكن يجب وضع المخاطر النسبية لتناول مضادات الاكتئاب المختلفة في الاعتبار عند مناقشة خيارات العلاج المحتملة”.