دراسة: جزئيات صغيرة في الدم قد تساعدنا في تشخيص المصابين بالارتجاج

تمكن باحثون من جامعات كاليفورنيا، وإيرفين، وجورجتاون وروشستر_ من تحديد نوع من الجزيئات الصغيرة المتواجدة في بلازما الدم، والذي قد يساعد في معرفة الأشخاص الذين سبق لهم التعرض لإصابة دماغية خفيفة؛ والتي تُعرف عادة بـ “الارتجاج”، وذلك وفقًا للبحث الذي نشر في مجلة (PLOS One) العلمية.

دراسة جزئ صغير في الدم قد يساعدنا في تشخيص المصابين بالارتجاج

وتشتمل نتائج البحث على اكتشاف ستة جزيئات صغيرة في بلازما الدم، وذلك في مجموعة من طلبة الجامعة الرياضيين الذين تم تشخيصهم بالارتجاج.

وقد لاحظ الباحثون عند تقييم هذه النتائج أن الوجود المشترك لهذه الجزئيات بين الرياضيين قد تنبأ بما إذا كانوا قد تعرضوا بالفعل لإصابات دماغية خفيفة أم لا؛ وهو ما يعني أن تلك الجزيئات قد تكون هي المؤشرات الحيوية السريرية على التعرض للارتجاج.

ثم قام الباحثون بتكرار الاختبار مرة في مجموعات منفصلة من الأفراد _تضم أشخاصاً تعرضوا سابقاً للارتجاج وآخرين لم يصابوا به مطلقا_ ووجدوا أن نفس النتائج السابقة تتكرر عند فحص الأشخاص الرياضيين.

يقول ماسيمو إس -جراح الأعصاب المتقاعد، والمدير المساعد لمجموعات الأبحاث بجامعة جورجتاون-: “إن اختبارات الدم هذه ليست مهمة في تحديد ما إذا كان الشخص مصاب بارتجاج في الدماغ فقط، لكنها قد تكون مفيدة أيضاً في التنبؤ بالوقت الذي يمكن للمصابين العودة لممارسة أنشطتهم العادية بشكل آمن”.

من الجدير بالذكر أنه لا يتوفر في الوقت الحالي أي مؤشر حيوي لتشخيص “الإصابات الدماغية الخفيفة” أمام مقدمي الرعاية الصحية والمدربين، والقادة العسكريين والأطباء المقاتلين.

وقد يؤدي هذا الاختبار التشخيصي المُكتشف حديثاً إلى إحداث ثورة في آلية التعامل مع حالات الارتجاج المدنية والعسكرية، بما في ذلك استراتيجيات تجنب مضاعفات ما بعد الارتجاج؛ مثل الاعتلال الدماغي المزمن.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد الأشخاص المصابين بـ”إصابات الدماغ الخفيفة” حول العالم يصل إلى 40 مليون شخص؛ بينما يرى الباحثون أن هذا العدد يقل كثيراً عن عدد إصابات الارتجاج الفعلي الموجودة عالمياً.

وتمثل (حوادث السقوط من مكان مرتفع) أحد أكثر الأسباب المؤدية لحدوث الارتجاج شيوعًا بين المدنيين في الولايات المتحدة وحول العالم، كما يتم تسجيل ما يقرب من 3.8 مليون حالة ارتجاج مرتبطة بإصابات الملاعب بشكل سنوي في الولايات المتحدة وحدها.

وعلى الرغم من أن التقنيات المستخدمة في التعرف على الجزيئات المُكتشفة حديثاً مازالت تفتقد إلى السرعة والدقة، إلا أن مؤلفو الدراسة يأملون في تطوير المزيد من التقنيات التكنولوجية الفريدة للمساهمة في الاستفادة بتلك الاكتشافات.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى