التقاعد عن العمل يزيد من سرعة حدوث الخرف بنسبة 40%
يتطلع الكثير منا بعد بلوغ الستين إلى الراحة والاستمتاع بالحياة بعد سنوات طوال من الكد والتعب، ولكن ذلك يحتاج إلى إعادة تفكير مرة أخرى؛ حيث أشار بحث جديد أن وظائف الدماغ تقل بسرعة كبيرة بمجرد التقاعد عن العمل واللجوء للراحة.
فقد وجدت دراسة بريطانية كبرى قامت بمتابعة 3400 من الموظفين المدنيين المتقاعدين أن الذاكرة قصيرة الأجل تنخفض بمعدل أسرع بــ 40 في المائة عندما يتقاعد هؤلاء الموظفون عن العمل.
وقد خضع المتطوعون لاختبارات منتظمة للذاكرة خلال فترة 30 عاما، تغطي الجزء الأخير من حياتهم المهنية والسنوات الأولى لتقاعدهم، وشملت هذه الاختبارات الذاكرة اللفظية والقدرة على استدعاء الكلمات، وكذلك اختبارات على المنطق والطلاقة اللفظية.
وقد توصلت الدراسة التي نشرت نتائجها في المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة أن الذاكرة اللفظية – التي تنخفض طبيعيا مع التقدم في السن – تدهورت بنسبة 38 في المائة أسرع عندما تقاعد الأفراد عن العمل.
ويحذر الباحثون من أن هذا ينتج عن نقص التحفيز المنتظم والذي يؤدي إلى خسائر كبيرة في الوظائف المعرفية ويُسرع فقدان الذاكرة والخرف.
يقول البروفسور كاري كوبر، الخبير في علم النفس التنظيمي في كلية مانشستر للأعمال: “إن الدراسة أكدت الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن ما لا يستخدم، يضمر”. وأضاف: “ذلك يرجح حدوث الخرف في وقت مبكر، فنحن نعرف كلما كان ذهنك أكثر نشاطا كنت أقل عرضة لخطر الخرف.
“أنا لا أتحدث عن ممارسة الألعاب الذهنية المعقدة كالسودوكو، ولكن أنصح بالقيام بشيء مختلف تماما عن عملك – لذلك إذا كنت تعمل في الخدمة المدنية طوال حياتك، لماذا لا تذهب وتساعد العاملين في مستشفى أو مدرسة؟ ، ما يهم كثير هو التفاعل مع الناس”.
وقد وجدت الدراسة أنه حتى كبار الموظفين المدنيين الذين لديهم وظائف تتطلب جهدا عقليا كبيرا، فإن وظائفهم الدماغية تشهد انخفاضا كبيرا بعد تقاعدهم، وبالتالي فعملك المجهد للعقل لن يحميك من التدهور المعرفي ما لم يمارس المتقاعدون نشاطا جسديا وعقليا.
ويوجد حاليا حوالى 850 ألف شخص في بريطانيا يعانون من مرض الزهايمر أو الخرف، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى مليون شخص بحلول عام 2025 ومليونين بحلول عام 2050.
ويقول الخبراء أن أفضل طريقة لتجنب هذا هو إبقاء الجسم والعقل في حالة نشطة، وتناول نظام غذائي صحي، والتوقف عن التدخين.