علاج خلوي جديد يُمكن المصابين بالشلل من استعادة الحركة
في دراسة حديثة، تمكن الباحثون من علاج ستة أشخاص يعانون من إصابات الحبل الشوكي _والتي أدت إلى إصابتهم بالشلل التام وفقدان الوظيفة الحركية تحت مستوى الإصابة_ وذلك باستخدام علاج خلوي جديد. ووفقا لهذه الدراسة الجديدة، فإن أربعة من هؤلاء الستة تمكنوا من استعادة الوظيفة الحركية في مستويين عصبيين أو أكثر تحت موقع الإصابة في جانب واحد على الأقل من الجسم، وهو ما يصل بمعدلات الشفاء إلى 67٪ وهي نسبة مثيرة للإعجاب، حيث أنها ضعف معدل الشفاء في أقرانهم من المرضى الذين لم يخضعوا لهذا العلاج.
وفي هذه الدراسة، تم حقن هؤلاء المرضى جراحيا بــ 10 ملايين من الخلايا الجذعية الجنينية المحولة إلى مولدات للخلايا الدبقية قليلة التغضن (اختصارا AST-OPC1). ووفقا للدكتور ريتشارد فيسلر، المحقق الرئيسي لهذه الدراسة والأستاذ في قسم جراحة الأعصاب في المركز الطبي لجامعة راش في شيكاغو: “بعد أن عملت على هذا البحث لأكثر من 20 عاما، ونظرا لأننا لم نر أي تحسن كبير من قبل، فإن هذه النتائج هي أبعد من أي طموح كنا نرنو إليه في الدراسة”.
ويتابع فيسلر، “عادة مع إصابة الحبل الشوكي، فإن الشخص يبدأ في التحسن في خلال شهر أو اثنين، ولكن ليس هذا كل شيء. فنحن وبعد مضي 12 شهرا ، إلا أننا ما زالنا نرى تحسنا في المرضى الذين يتلقون هذا العلاج. وهذا أفضل بكثير من أي علاج استخدمناه من قبل … وهذا التحسن ذو أهمية خاصة لمرضي الشلل العنقي، حيث يتحول المريض من شخص عاجز عن استخدام يديه أو ذراعيه إلى شخص قادر على أداء الوظائف الطبيعية مثل الأكل والكتابة، وكل ما نقوم به بأيدينا يوميا. ”
وفي الولايات المتحدة وحدها، يعيش 1 من كل 50 شخصا في حالة من الشلل، وهو ما يقرب من 5.4 مليون شخص، وحاليا ما يقرب من 450 ألف في الولايات المتحدة يعانون من إصابة في العمود الفقري. وهذا ليس بالأمر غير الشائع كما قد يعتقد الكثيرون، ولكن أعراض وتداعيات مثل هذه الإصابة قد تكون كبيرة وشاملة، ولكن هذا العلاج الخلوي الجديد يمكن أن يكون خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة تأهيل أولئك الذين يعانون من إصابات العمود الفقري الحادة.
والآن، وعلى الرغم من أن النتائج قد تبدو واعدة، إلا أن هناك قيودا لاستخدام هذا العلاج. فاستخدام الخلايا العصبية “AST-OPC1” في هذه الدراسة، تم بعد حوالي 21-42 يوما من الإصابة الأولية، ولذا يجب أن يكون المرضى قادرين على تلقي العلاج بعد 25 يوم من إصابتهم في المتوسط، وهو ما يتطلب سرعة في التعامل مع الحالة وتوفير الخلايا العلاجية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرضى الحصول على العلاج فقط إذا لم يكن الحبل الشوكي مقطوعا بشكل كامل. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه القيود الصعبة، فأولئك المؤهلون لهذا العلاج يملكون الأمل في استعادة وظائفهم الحركية بشكل كبير وشبه كامل، وهو ما لم تفعله العديد من العلاجات الحالية.