علاج جديد لمشكلة الحنك المشقوق للأجنة داخل الرحم
توصل الباحثون في جامعة يوتا الطبية إلى معرفة المسار الجزيئي المسؤول عن حدوث مشكلة الحنك المشقوق أثناء تكون الجنين، و أيضا تمكنوا من صنع علاج جديد يمكنه معالجة هذا الخلل في أجنة الفئران بداخل رحم الأم.
و قد نشرت هذه الدراسة في مجلة Development.
إن هذه الدراسة تقدم طريقة جديدة يمكن من خلالها التعامل مع حالات الحنك المشقوق، و يمكن من خلالها أيضا التوصل إلى علاج قادر على منع حدوث هذا الخلل في مرحلة ما قبل الولادة.
تقول رينا دوزا -أستاذ طب الأسنان في جامعة يو هيلث-: “بصفتي طبيبة سريرية، فإنني أدرك جيدا العواقب الكبيرة للحنك المشقوق” .
ويعتبر الحنك المشقوق هو واحد من العيوب الخلقية الأكثر شيوعا، فهو يصيب 6 أطفال من بين كل 2651 طفل مولود بالولايات المتحدة، و ينتج هذا الخلل عندما يفشل النسيج العظمي الذي يغطي سقف الفم من الالتحام إلى بعضه البعض خلال فترة الحمل. ويمكن علاج الأطفال الذين يعانون من الحنك المشقوق عن طريق إجراء جراحة ترميمية مع الالتزام بعلاجات معقدة مدى الحياة.
وقد بدأت دوزا أبحاثها في الأساس -بمساعدة فريقها- على فحص نسيج آخر غير سقف الفم وهو الأسنان، و أجرت تجاربها على نماذج من الفئران بهدف توضيح الدور الذي تقوم به مجموعتين مختلفين من الجينات -و هما PAX-9 و Wnt- في تنظيم عملية تكون و نمو الأسنان.
و على غير المتوقع، أظهرت تجاربها كيف أن التداخل الدقيق بين هاتين المجموعتين في فترة حرجة من فترات نمو الجنين، هو المسئول عن التحام نسيج الحنك من كلا الجانبين في خط الوسط.
تقول دوزا: “لقد كانت حقا مصادفة، فإننا لأول مرة نكتشف أن مسار Wnt الجيني مسئول عن عملية التحام نسيج الحنك” .
و بكيفية تشبه حدوث الحنك المشقوق في الإنسان، فإن الفئران المصابة تعاني أيضا من عدم التحام أنسجة الحنك في خط المنتصف عندما يكون لديها نقص في الجين PAX9.
و قد وجدت دوزا أنه على المستوى الجزيئي يكون نقص هذا الجين مصحوبا بزيادة جينين أخرين و هما Dkk1 و Dkk2 ، و هما المسئولان عن إيقاف عمل الجين Wnt.
ولقد حاولت دوزا تصحيح هذا التغير في التركيب الجيني و ذلك عن طريق إعطاء علاج يقوم تكوينه في الأساس على الجين Wnt بحيث يقوم بتثبيط عمل الجين Dkk، حيث يتم إعطائه عن طريق وريد الذيل في الفأر الأم خلال فترة محددة بدقة خلال فترة الحمل، وهي الفترة التي يبدأ فيها تشكيل الحنك .
و قد أدى العلاج إلى استعادة عملية التحام الحنك في كل الفئران التي تم اختبارها.
ووجد الباحثون أنه لا آثار صحية ضارة لهذا الدواء، و ذلك بعد رصد الفئران الكبيرة والصغيرة الذين تعرضوا للعلاج لمدة 18 شهرا .
و بالإضافة إلى الحنك المشقوق، فقد وُجد أن الفئران الذين لديهم نقص في الجين PAX9 لديها أيضا عيوبا في أطرافهم الخلفية، وكذلك عيوبا في الغدة الجار درقية والغدة التيموسية .
ولم يمنع العلاج الجديد تلك العيوب الأخرى.
يقول أوفير كلين -رئيس قسم علم الوراثة بجامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو-: “إن هذه النتائج مثيرة للاهتمام في هذا المجال، و ذلك لأن الدكتورة دوزا وفريقها قد فتحوا بابا مثيرا في مجال العلاجات الدوائية المحتملة” .
ويعتقد كلاين أن هذه الدراسة تقدم استراتيجية جديدة لعلاج اضطرابات الجينات في البشر، والتي يمكن استغلالها بهدف منع تكون هذه العيوب.
و تعتقد دوزا أن هذه النتائج تعطي الأمل لبعض الأطفال الذين ولدوا بمشكلة الحنك المشقوق.
وعقبت دوزا: “من الواضح أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به قبل تطبيق الدواء الجديد على البشر، حيث أنه لابد من التأكد ما إذا كان آمنا وفعالا في الأجنة بداخل الرحم، أو على الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من عيوب الحنك” .