إنتاج لقاح جديدة للإنفلونزا يمكن استخدامه في المنزل وبدون ألم

في تقرير نشرته وكالة الأنباء البريطانية عن أن لقاحا جديدا لفيروس الإنفلونزا قد اجتاز اختبارات السلامة الهامة على البشر.ويمتاز هذا اللقاح الجديد بإمكانية استخدامه بدون ألم عن طريق لاصقة يتم وضعها على الجلد. وكانت نتائج هذه الاختبارات مشجعة، دون الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة.

إنتاج لقاح جديدة للإنفلونزا يمكن استخدامه في المنزل وبدون ألم

وقد تم إجراء الدراسة من قبل باحثين من جامعة إيموري في الولايات المتحدة وتم تمويلها من المعهد الوطني للتصوير الطبي الحيوي والهندسة الحيوية.
ونشرت الدراسة في مجلة The Lancet .

وقد تم إجراء هذه التجربة على عينة عشوائية من 100 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و 49 عاما لم يتم تلقيحهم بلقاح الانفلونزا التقليدي في تلك السنة في الولايات المتحدة  مقسمين لأربعة مجموعات عشوائيا .وقد
أراد الباحثون تقييم سلامة وكفاءة لقاح الانفلونزا الجديد مقارنة مع اللقاح القديم بالحقن داخل العضلات مقارنة مع استخدام لقاح وهمي عن طريق الجلد. كما أرادوا أيضا اختبار الفرق بين استخدام اللقاح عن طريق الأفراد غير المختصين واعطاؤه بواسطة المختصين في الرعاية الصحية.

وتم إعطاء  مجموعة من 25 شخص لقاح الانفلونزا التقليدي عن طريق أخصائي الرعاية الصحية عن طريق الحقن العضلي، و
تم إعطاء مجموعة ثانية  لقاح الانفلونزا الجديد من قبل أخصائي الرعاية الصحية، ومجموعة ثالثة تم إعطائهم اللقاح الوهمي عن طريق الجلد، أما المجموعة الرابعة قاموا أنفسهم باستخدام اللقاح دون تدخل أخصائي الرعاية الصحية.

وكانت النتائج الرئيسية التي يترقبها الباحثون هي عدد من الآثار السلبية الخطيرة حتى 180 يوما بعد إعطاء اللقاح وردود فعل الجلد في منطقة استخدام اللقاح.
إضافة إلى النظر في آثار اللقاح، والتي فحصها الباحثون عن طريق أخذ عينة من الدم للنظر في مستويات الأجسام المضادة بعد 28 يوما.

وقد لاحظوا أنه لم يعاني أي شخص في الدراسة من رد فعل سلبي خطير على اللقاح، سواء عن طريق الحقن أو اللصق عن طريق الجلد . كما لم تكن هناك أعراض شبيهة بالأنفلونزا أو لم يبلغ عن أية أمراض مزمنة جديدة.

وبعد سبعة أيام من التطعيم، عاني 40% من المجموعة التي تم إعطائها اللقاح عن طريق الحقن من بعض الألم في موضع الحقن مقارنة ب 20 % ممن استخدموا اللقاح الجديد . إلا أن المجموعة التي استخدمت اللقاح الجديد عانت بشكل أكبر من احمرار الجلد وحكة.أما بالنسبة لاستجابة الجسم للقاحين فقد كان متشابها تماما سواء أعطي اللقاح بواسطة المختصين أو بواسطة الأفراد ذاتيا.

وفي اختبار منفصل، وجد الباحثون أن اللقاح الجديد يمكن تخزينه لمدة عام في درجات حرارة تتراوح بين 5C إلى 40C دون فقدان اللقاح قوته. وذلك على عكس اللقاح الموجود حاليا ويحتاج للحفاظ عليه في درجة حرارة باردة.

ويقول الباحثون إن نتائجهم “توفر دليلا على أن التطعيم باستخدام لاصقة الجلد هو نهج جديد مبتكر يعطي إمكانية لتوسيع رقعة التطعيم الحالية وخفض تكاليفها “.
كما قالوا بأن التطعيم ضد الإنفلونزا يمكن أن يكون ذاتيا في المستقبل أو في العيادات الطبية وأماكن العمل أو في المنزل، ويمكن استخدام هذا اللقاح على نطاق واسع حال حدوث أي وباء.

وقد لخص الباحثون أفضلية هذا اللقاح على اللقاحات التقليدية في أنه
قد يكون المفضل لدى الناس الذين يكرهون الإبر ويتجنبون التطعيم بسبب الخوف من الألم، كما أنه يمكن الشخص من التطعيم ذاتيا دون الحاجة لزيارة مختص، كما أن اللقاح
لا يترك نفايات حادة خطيرة يمكن أن تنشر أمراض معدية، إضافة إلى إمكانية حفظ اللقاح في درجة الحرارة العادية
مما يسهل تخزين اللقاحات وتوزيعها.

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتأكد من استخدام اللقاح بهذه الطريقة آمن وفعال. ومن غير المرجح أن نرى هذا النوع من لقاح الانفلونزا في الصيدليات قبل بضع سنوات من الان.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى