هل يمكن التنبؤ بحدوث انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم ؟ إليك الإجابة

توصلت دراسة حديثة قادها باحثون من معهد أبحاث النوم والجامعة الفيدرالية بالبرازيل إلى أنه أصبح من الممكن التنبؤ بمخاطر حدوث انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (Obstructive Sleep Apnea)؛ وذلك عن طريق قياس مستويات الهوموسيستين في الدم.

انقطاع التنفس الانسدادي
هل يمكن التنبؤ بحدوث انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم ؟ إليك الإجابة

حيث يُعد اضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم هو أحد الاضطرابات المرضية التي قد تهدد حياة الشخص؛

ويتميز بحدوث نوبات متكررة من توقف عملية التنفس ونقص مستويات الأكسجين في الدم أثناء فترات النوم.

وقد ذكرت الدراسة _التي نشرت في مجلة European Archives of Oto-Rhino-Laryngology_ إلى أن تحليل مستويات الهوموسيستين في الدم ربما يفيد الأطباء في تحديد مدى احتمالية الإصابة بالأشكال العنيفة أو الحادة من انقطاع التنفس النومي؛

لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الأشكال الخفيفة أو المعتدلة من المرض.

تقول مونيكا ليفي أندرسن _الباحثة المشاركة بالدراسة_: "لا نعرف حتى الآن ما إذا كان انقطاع التنفس هو المسبب لارتفاع مستويات الهوموسيستين في الدم، أم أن العكس هو الصحيح".

وتوضح قائلة: "ربما تؤدى المستويات المرتفعة للهوموسيستين في الدم إلى رفع احتماليات الإصابة بانقطاع التنفس النومي، ونحن في دراستنا الحالية قد افترضنا أن العلاقة ربما تمون ثنائية الاتجاه".

وفيما يتعلق بإجراءات الدراسة، تقول أندرسن أنها قد شملت 1042 شخصًا تتراوح أعمارهم ما بين 20-80 عامًا؛

حيث تم إجراء تحاليل الدم الروتينية الخاصة بهم ومن ضمنها قياس مستويات الهوموسيستين في البلازما.

ويرى الباحثون أن تلك العلاقة بين انقطاع النفس النومي ومستويات الهوموسيستين ربما تكون بسيطة وفعالة وغير مكلفة في التنبؤ بحدوث الأشكال الحادة من المرض؛

والتي ربما تتسبب في حدوث الوفاة في كثير من الحالات.

ويعد الهوموسيستين بالفعل مصدر قلق لأطباء القلب بسبب ارتباطه بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية؛

ويمكن أن تؤدي المستويات العالية منه (Hyperhomocysteinemia) إلى حدوث تغيرات في جدران الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والتخثر والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

كما يمكن أن يؤدي النقص في فيتامينات B المعقدة (B3-6-12) إلى ارتفاع مستويات الهوموسيستين في الدم؛

ولكن يمكن تلافي تلك المشكلة بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على تلك الفيتامينات أو اتباع نظام غذائي متوازن.

وقد وجد الباحثون في دراستهم أن ارتفاع مستويات الهوموسيستين بمقدار 1 ميكرومول/لتر يزيد من خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم بنسبة 0.98%؛

وعلى الرغم من انخفاض هذا الخطر، فإن النتائج تُعيد تعريف الهوموسيستين كعامل جديد وعملي للتنبؤ بانقطاع التنفس أثناء النوم.

تقول مونيكا أندرسن: "تقدم هذه الدراسة عاملا جديدا يمكن قياسه بسهولة وله أهمية سريرية وعملية؛

ويجب أن تتضمن الدراسات المستقبلية تقييمات سنوية لجمع بيانات ونتائج إضافية أكثر شمولا".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى