هل تعاني من الرهاب الاجتماعي؟ | اعرف كيف تتغلب عليه
هل تجد صعوبة بالغة في التحدث إلى الغرباء أو تكوين صداقات جديدة؟ ماذا عن شعور الهلع الذي ينتابك عندما يرن هاتفك المحمول؟ هل يمثل الذهاب إلى مناسبة اجتماعية ما كابوسًا لك؟ إذا كانت إجابتك بـ “نعم” على الأسئلة السابقة، فغالبًا أنت تعاني من الرهاب الاجتماعي.
ما هو الرهاب الاجتماعي؟
هو نوع من اضطرابات القلق، ويعرف أيضًا باسم “اضطراب القلق الاجتماعي”، وفيه يعاني الشخص من قلق شديد وضغط نفسي عند تعرضه لأيٍ من المواقف الاجتماعية العادية.
القلق الاجتماعي مشكلة شائعة جدًا، تبدأ أعراضه في الظهور -عادة- في سن المراهقة، ومن المتوقع أن تخف حدة الأعراض مع الوقت وتقدم العمر.
لكن بعض الأشخاص تستمر لديهم أعراض القلق وتزداد حدة مع الوقت، مما يؤثر سلبًا في حياتهم الخاصة والعملية، ويعيقهم عن تحقيق التقدم والنجاح في علاقاتهم الاجتماعية.
أعراض الرهاب الاجتماعي
من المهم أن نذكر هنا، أن الخجل أو الشعور بعدم الراحة في بعض المواقف المعينة ليس بالضرورة علامة على الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي. فالأمر يعتمد على الطبيعة الشخصية والتجارب الحياتية التي تعرض لها الشخص.
أما في حالة الرهاب الاجتماعي فإن الشخص يعاني من خوف وقلق مستمر ومبالغ فيه تجاه المواقف الطبيعية، وقد يؤدي به إلى تجنب المناسبات الاجتماعية بالكلية، مما يؤثر سلبًا في عمله ودراسته وحياته.
تشمل الأعراض النفسية:
- الاهتمام برأي الآخرين، والخوف من المواقف التي من الممكن أن يُحكم عليك فيها بشكل سلبي.
- الخوف بشأن التعرض للإحراج.
- الخوف من التحدث مع الغرباء أو التفاعل معهم.
- القلق من ظهور أعراض الخجل عليك (مثل التعرق أو احمرار الوجه أو ارتعاش الصوت أو اليدين).
- تجنب المناسبات التي تكون فيها محور الاهتمام.
- التفكير الزائد فيما قلت أو فعلت، وتحليل كل المواقف التي تعرضت لها بعد انتهاء المناسبة الاجتماعية التي حضرتها.
أما الأعراض الجسدية المصاحبة لهذا النوع من الرهاب فتشمل:
- احمرار الوجه خجلًا.
- تسارع ضربات القلب.
- الرعشة.
- التعرق.
- آلام بالمعدة.
- الشد العضلي.
- صعوبة التنفس.
- الشعور بالدوار.
- فقدان القدرة على التركيز والتفكير السليم.
أسباب الرهاب الاجتماعي
ليس هناك سبب محدد للإصابة بهذا الرهاب، لكنه غالبًا ما ينشأ من اجتماع عدة عوامل:
1- الصفات الموروثة:
تميل اضطرابات القلق إلى الانتشار في العائلات، بمعنى أن الشخص يصبح أكثر عرضة للإصابة بها إذ كان هناك أحد من عائلته يعاني من نفس الاضطراب.
2- البيئة المحيطة:
تلعب النشأة التي تلقاها الشخص، والمواقف التي تعرض لها -خاصة في طفولته- دورًا في ظهور هذا النوع من الرهاب.
3- الأسباب العضوية:
بعض الأشخاص يعانون من فرط نشاط اللوزة الدماغية (وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن التحكم في استجابة الشخص لمشاعر الخوف). لذا، تكون استجابة هؤلاء الأشخاص للخوف والقلق متزايدة عن الطبيعي.
ماذا يحدث إذا أُهمل علاج مشكلة الرهاب الاجتماعي؟
إذا لم يسعَ الشخص المصاب باضطراب القلق الاجتماعي إلى العلاج، فقد تتحكم هذه المشكلة في حياته، وتسبب له عواقب وخيمة، من ضمنها:
- فقدان الثقة بالنفس.
- النظر إلى الذات نظرة متدنية، وعدم تقديرها.
- ضعف المهارات الاجتماعية.
- الحساسية المفرطة تجاه النقد.
- الانعزال وصعوبة تكوين علاقات مع الآخرين.
- ضعف الإنجاز الأكاديمي أو الوظيفي.
لذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من درجة متقدمة من اضطراب القلق الاجتماعي التوجه إلى الطبيب النفسي، لمساعدتهم في حل هذه المشكلة والتغلب عليها.
تعرف هنا على أفضل الأطباء النفسيين بالقاهرة
لكن، إذا كان الشخص يعاني درجة خفيفة إلى متوسطة من هذا الاضطراب، هل بإمكانه اتباع بعض النصائح للتغلب على هذه المشكلة وحده؟
الإجابة: نعم.
نصائح للتغلب على الرهاب الاجتماعي
1- حاول أن تفهم مشاعرك والأفكار التي تدور بذهنك عند تعرضك للقلق من المواقف الاجتماعية. بعد ذلك، دوِّن بعض الأفكار والحلول وتدرب عليها لكي تستخدمها عند تعرضك لهذه المواقف؛ سيكسبك ذلك ثقة بالنفس، وسيقلل من شعور الإحراج الذي تشعر به حينها.
2- عند تعرضك للرهاب الاجتماعي، جرب ممارسة بعض الأشياء التي تساعدك على الاسترخاء والهدوء، مثل التنفس العميق.
تعرف هنا على الأطعمة التي تساعد على تقليل القلق والتوتر
في النهاية، حاول أن تتخلص من اهتمامك الزائد بنظرة الناس إليك أو بما يقولونه عنك، فربما ساعدك ذلك في أن تضع الأمور في نصابها الصحيح، فتدرك أن هذه المواقف لا تستدعي كل هذا الضغط العصبي التي تسببه لك.