الجمع بين نظام الكيتو الغذائي والعلاج المناعي يقلص سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا هو أحد أكثر السرطانات شيوعًا بين الرجال. وعلى الرغم من أن العلاج المناعي فعالًا في بعض أنواع السرطان الأخرى، مثل سرطان الجلد أو سرطان الرئة، فإنه ليس فعالًا على الإطلاق تقريبا بالنسبة لسرطان البروستاتا. وقد اقترح الباحثون في دراسة جديدة أن إضافة مكمل غذائي قد يتغلب على هذه المقاومة. إذ وجد باحثون من جامعة نوتردام أن إضافة مكمل ما قبل الكيتون، وهو أحد مكونات نظام الكيتو الغذائي عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات، إلى نوع من العلاج المناعي للسرطان كان فعالًا للغاية في علاج سرطان البروستاتا.
العلاقة بين نظام الكيتو الغذائي والقضاء على الخلايا السرطانية
نُشرت مؤخرًا دراسة جديدة في مجلة أبحاث السرطان. تناولت الدراسة مشكلة حاربها أطباء الأورام وهي سرطان البروستاتا المقاوم للعلاج المناعي الذي يسمى علاج حصار نقطة التفتيش المناعية (ICB). يمنع علاج ICB بعض البروتينات من الارتباط ببروتينات أخرى. ويمهد الطريق للخلايا المناعية في الجسم، للقضاء على الخلايا السرطانية، ولكن المشكلة أن هذه العلاجات غير فعالة لعلاج سرطان البروستاتا. لكن اقترح الباحثون في هذه الدراسة أن إضافة مكمل غذائي قد يتغلب على هذه المقاومة.
خطوات الدراسة
من المعلوم أن الخلايا السرطانية تتغذى على السكر، لذلك قرر الباحثون أن حرمان نماذج الفئران من الكربوهيدرات، وهي مكون رئيسي في نظام الكيتو الغذائي، قد يمنع نمو السرطان.
قسم فريق الدراسة النماذج إلى مجموعات مختلفة: العلاج المناعي وحده، والنظام الغذائي الكيتوني وحده، ومكمل ما قبل الكيتون وحده، والنظام الغذائي الكيتوني مع العلاج المناعي، والمكملات مع العلاج المناعي.
وجد الباحثون أن العلاج المناعي وحده لم يكن له أي تأثير تقريبًا على الأورام (تمامًا كما يحدث لمعظم مرضى سرطان البروستاتا). في حين أن كل من النظام الغذائي الكيتوني مع العلاج المناعي ومكملات ما قبل الكيتون مع العلاج المناعي قلل من السرطان وأطال عمر الفئران. اتضح أن هذا المزيج كان ناجحًا حقًا، لقد جعل الورم حساسًا جدًا للعلاج المناعي. حيث تم شفاء 23% من الفئران، والنسبة الباقية، كانت الأورام تتقلص بشكل ملحوظ.
تشير الأدلة إلى احتمال أن المكملات الغذائية التي توفر الكيتونات، وهي ما يتم إنتاجه في الجسم عند اتباع نظام الكيتو الغذائي، قد تمنع خلايا سرطان البروستاتا من مقاومة العلاج المناعي. قد يؤدي هذا إلى دراسات سريرية مستقبلية تدرس كيف يمكن للأنظمة الغذائية الكيتونية أو مكملات الكيتو أن تعزز علاج السرطان.
وأشار الباحثون إلى أن نجاح هذه الدراسة ليس بسبب قلة معدل الكربوهيدرات في الحمية الكيتونية keto-diet. وإنما بسبب وجود الكيتونات التي تنتج في الجسم عند اتباع نظام الكيتو الغذائي وتستخدم كمصدر للطاقة عندما لا يتوفر الجلوكوز. تؤثر الكيتونات على دورة الخلايا السرطانية وتسمح للخلايا التائية القيام بعملها في تدميرها.
توصلت هذه الدراسة إلى أن الجمع بين نظام الكيتو الغذائي والعلاج المناعي يعيد برمجة ملف الجهاز المناعي بأكمله للأورام. ويجذب العديد من الخلايا التائية إلى الأورام لقتل خلايا سرطان البروستاتا.