نجاح المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لأول عقار فعلي ضد مرض "الذئبة الحمراء"

أعلن فريق من الأطباء والصيادلة البريطانيين عن نجاح المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لأول عقار فعلي ضد مرض “الذئبة الحمراء” (أو ما تُسمى بالذئبة الجهازية الحمامية-SLE).

ومرض الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية، والذي ينتج عندما يقوم الجسم بمهاجمة بعض البروتينات الخاصة به وتدمير خلاياه.

وعلى الرغم من أن عدد مرضى الذئبة حول العالم يبلغ حوالي 5 مليون شخص، إلا أن الباحثين قد عجزوا عن معرفة سببه بالتحديد أو اكتشاف علاج فعال له.

عقار فعلي ضد مرض "الذئبة الحمراء"
نجاح المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لأول عقار فعلي ضد مرض “الذئبة الحمراء”

كما أن العقاقير المُستخدمة حاليًا لتثبيط النشاط المناعي لدى هؤلاء المرضى قد تؤدي إلى الكثير من الأعراض الجانبية.

فعلى مدار العقود الـ6 الماضية، لم يتمكن الباحثون سوى من اكتشاف عقار واحد أقرته منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)؛ ولا يزال هذا العقار غير متوفر في كثير من البلدان حتى وقتنا الحالي.

ولكن العقار الجديد المُسمى أنيفرولوماب (Anifrolumab) يتميز بفعاليته ضد الذئبة، وهو ما أثبتته التجارب التي استمرت لمدة 3 سنوات متواصلة.

شملت التجارب 180 شخصًا مصابًا بالذئبة الحمراء، تم إعطائهم 300 مليجرام من أنيفرولوماب/4 أسابيع؛ ولمدة 48 أسبوعًا.

وبالمقارنة مع نتائج الدواء الوهمي الذي أَعطي لـ182 مريضًا أخرين، وجد الباحثون تفوق أنيفرولوماب كثيرًا في خفض حدة النشاط المرضي للذئبة طوال فترة العلاج.

وبعد انقضاء فترة 52 أسبوعًا، وجد الباحثون أن العقار لم يُخفف فقط من حدة الطور المُستقر من المرض؛ وإنما قلل أيضًا من معدل حدوث النوبات الحادة المُصاحبة له (كالطفح الجلدي والحكة وآلام المفاصل والحمى والإعياء الشديد).

يقول مين بانجلوس_الرئيس التنفيذي للشركة المُصنعة: “لدينا الكثير من الأدلة على فعالية وسلامة أنيفرولوماب على مرضى الذئبة”.

“إننا نتطلع إلى طرحه في الأسواق في أقرب وقت ممكن، فهو يمثل أملًا حقيقيًا أمام كافة مرضى الذئبة الحمراء حول العالم”.

يعمل أنيفرولوماب عن طريق غلق/تعطيل المستقبلات الخاصة بإنتاج بروتينات الإنترفيرون من النوع الأول.

فقد دلت الأبحاث على أن مرض الذئبة يكون مصحوبًا بارتفاع مستويات الإنترفيرون-1، حتى عند غياب أي نوع من العدوى الفيروسية.

وقد تركزت جميع المحاولات السابقة حول تثبيط نشاط جزئ الإنترفيرون ذاته بعد أن يتم إنتاجه، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعطيل نشاط المُستقبلات من الأساس.

يقول الباحث إريك موراند_من جامعة موناش: “تٌعد النتائج المرتبطة بأنيفرولوماب خطوة جيدة نحو علاج الذئبة الحمامية الجهازية”.

“فهو يجمع بين مزايا الفعالية وقلة الأعراض الجانبية، إلى جانب تحقيق معدلات عالية من تراجع النشاط المرضي في وقت قصير”.

وقد تم نشر النتائج الخاصة بالتجارب السريرية لعقار أنيفرولوماب في مجلة The New England Journal of Medicine.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى