نتائج واعدة لتقنية جديدة تستخدم لحفظ الأعضاء قبل زراعتها
أظهرت أبحاث جديدة أن الاحتفاظ بالكبد الذي تم التبرع به في درجة حرارة الجسم قد يكون أفضل من الأسلوب التقليدي الذي يستخدم الثلج لحفظ الأعضاء قبل زراعتها لوضعها على الجليد. وذلك وفقًا لدراسة جديدة نشرت في دورية ناتشر (Nature) العلمية.
عادة ما يتم حفظ الأعضاء التي تم التبرع بها في صناديق الثلج قبل أن يتم زرعها. لكن وباستخدام هذه الطريقة، فإن نسبة كبيرة من الأعضاء تتلف قبل حتى أن يحين موعد زراعتها ويموت الآلاف من المتبرعين أثناء الانتظار.
إلا أن دراسة بريطانية توصلت إلى آلة يمكنها أن تحافظ على عمل الكبد عن طريق ضخ الدم والمغذيات له أثناء فترة الانتظار قبل الزراعة، مما أدى إلى زيادة في معدل التبرعات بنسبة تجاوزت الـ 20٪.
وفي حين أن النتائج تبدو واعدة، إلا أن المشككون يؤكدون أننا لن نتخلص من صناديق الثلج التقليدية نظًرا للتكلفة العالية _حتى الان_ للنظام الجديد.
يقول الباحث الرئيسي الدكتور ديفيد نصرالله من جامعة أكسفورد: “إن هذا البحث لديه القدرة على تحسين زراعة الكبد بشكل كبير على مستوى العالم”.
“ببساطة عن طريق تغيير الطريقة التي يتم بها الاحتفاظ بجزء الكبد الذي تم التبرع به قبل زراعته، وقد تحسن معدل البقاء باستخدام هذه التقنية مقارنة بالتخزين البارد؛ مما أدى إلى تحسين معدل نجاح زراعة الأعضاء وكذلك فصوص الكبد المتاحة لعملية الزرع.
يُذكر أن هناك قرابة 115 ألف شخص في قائمة الانتظار لزراعة الأعضاء في الولايات المتحدة وحدها. وفي العام الماضي، كان هناك 34770 عملية زرع فقط، ويرجع ذلك جزئيًا إلى وجود عدد قليل جدًا من التبرعات.
إضافة لذلك، لا يمكن تخزين الأعضاء المتبرع بها لفترة طويلة _حوالي أربع إلى ست ساعات للقلب أو الرئة، وحوالي 12 ساعة للكبد.
فعندما يتم تبريد الأعضاء باستخدام صناديق الثلج، فإن ذلك يؤدي لإبطاء النشاط الخلوي وبالتالي تدهور الأعضاء المحفوظة.
يقول نصر الله: “إن حفظ الأكباد التي تم التبرع بها باستخدام هذه الآلة الجديدة يعزز من قدرة الكبد على الحياة، ويرفع فرص نجاح عمليات زراعتها”.
“تحافظ هذه الالة على فصوص الكبد التي تم التبرع بها في درجة حرارة الجسم لمدة تصل إلى 24 ساعة، كما تعمل على تزويد الأعضاء بالدم المؤكسج والأدوية والمغذيات _مثلها مثل مريض في غرفة العناية”.
وقد شملت الدراسة الجديدة التي نشرت هذا الأسبوع 220 عملية زرع كبد في بريطانيا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا، حيث قامت المستشفيات المشاركة بتقسيم الأكباد التي تم التبرع بها حديثًا بشكل عشوائي، ليتم وضعها في مبردات كالمعتاد، أو يتم تخزينها لمدة تصل إلى 24 ساعة في ماكينة صنعتها شركة أورجان-اوكس (OrganOx) البريطانية للحفاظ على عمل الأعضاء باستخدام السوائل الدافئة.
وقد تمكن الجراحون من الحفاظ على الأكباد التي تم تدفئتها لعدة ساعات أطول مع انخفاض معدل تلفها، مما أدى في نهاية المطاف إلى نجاح زراعة المجموعة الدافئة بنسبة تجاوزت الـ 20 في المائة أكثر من تلك المبردة.
تبدو النتائج واعدة، لكن الجراحين يراقبون المزيد من الأدلة على أن مثل هذا التغيير الكبير والمكلف في تخزين الأعضاء جدير بالاهتمام.
وقد تمت الموافقة على آلة الكبد أورجان-اوكس (OrganOx) في الخارج بشكل تجريبي في الولايات المتحدة، حيث تجري حاليًا دراسات مماثلة في 14 مركز لزراعة الأعضاء.