السمنة ومضاعفات الحمل/ دراسة توصي بدعم النساء للحفاظ على وزن صحي

في العقود الأخيرة، زادت معدلات السمنة بين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك النساء في سن الإنجاب. وقد حددت الأبحاث بالفعل الارتباطات بين وزن الأم ومضاعفات الحمل. وتوصلت دراسة جديدة أجريت في جامعة بريستول إلى أن دعم النساء في سن الإنجاب للحصول على وزن صحي يمكن أن يقلل من خطر حدوث العديد من مضاعفات الحمل.

الحفاظ على وزن صحي يقلل من خطر حدوث مضاعفات الحمل

في بعض الحالات، لم يكن من الواضح ما إذا كانت مضاعفات الحمل ناتجة عن زيادة الوزن، أو بسبب عوامل أخرى تؤثر على وزن الجسم والحالة الصحية. على سبيل المثال، يمكن ربط عوامل التعليم أو نمط الحياة بوزن الأم وحالتها الصحية، مما يربك الباحثين ويظنون أنه قد تكون هناك علاقة سببية بين الاثنين.

الهدف من هذه الدراسة هو محاولة فهم تأثير زيادة وزن الأمهات بشكل أفضل على مجموعة واسعة من المضاعفات المرتبطة بالحمل. واستخدم الباحثون مؤشر كتلة الجسم للأمهات لأنه الطريقة الأكثر شيوعا لقياس الوزن الصحي لأنه يضبط الوزن حسب طول الشخص.

ولتحسين الأدلة الحالية، استخدم الباحثون ثلاث منهجيات مختلفة، مع نقاط قوة ونقاط ضعف مختلفة، وجمعوا بيانات من أكثر من 400 ألف أم من 14 دراسة في أوروبا وأمريكا الشمالية. وشملت الأساليب المختلفة تحليلات مماثلة للدراسات السابقة. بالإضافة إلى ذلك، قارن الباحثون نتائج تلك الطريقة بنتائج ارتباط مؤشر كتلة الجسم للأب بمضاعفات الحمل. كما تم استخدام التحليلات الجينية، التي تسمى العشوائية المندلية، لضمان صحة النتائج.

نتائج الدراسة

ووجدت الدراسة أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الأمهات له تأثير في 14 من أصل 20 حالة من مضاعفات الحمل التي تمت دراستها. بما في ذلك خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وتسمم الحمل، وسكري الحمل، ومضاعفات الولادة، مثل الحاجة إلى عملية قيصرية أو تحريض المخاض، وإنجاب أطفال أثقل وزنًا، ودخول وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. على سبيل المثال، لكل زيادة بمقدار  كيلوجرام/م 2 في مؤشر كتلة الجسم لدى الأم، كان هناك زيادة بنسبة 10% في خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج.

ومع ذلك، فإن الأمهات ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع لديهن خطر أقل للإصابة بفقر الدم أثناء الحمل أو انخفاض وزن الأطفال عند الولادة. على سبيل المثال، لكل زيادة بمقدار كيلوجرام/م 2 في مؤشر كتلة الجسم لدى الأم. كان هناك انخفاض بنسبة 4% في خطر إنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة.

وخلافا للدراسات السابقة، يشير البحث إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الأمهات لا يبدو أنه يؤثر على الاكتئاب. ولاحظت الدراسة أيضًا نتائج متضاربة فيما يتعلق بالإجهاض والولادات المبكرة. ما يشير إلى أن هذه النتائج تتطلب مزيدًا من التحقيق في الدراسات المستقبلية.

الكثير من الأبحاث حددت الارتباطات بين وزن الأم والظروف الصحية أثناء الحمل، ومع ذلك كان من الصعب للغاية تحديد ما هو السبب وما هو التأثير. ما خلق صورة مربكة للأمهات والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية. في هذه الدراسة استخدم الباحثون مجموعة من الأساليب الأكثر قوة. ما أعطى دليلا واضحا على المواضع التي تسبب فيها وزن الأم في حدوث مضاعفات في الحمل Pregnancy complications. والمجالات التي لم يحدث فيها ذلك.

ختامًا، تشير الدراسة إلى أن الحفاظ على وزن صحي لدى النساء الحوامل يمكن أن يقلل من مخاطر مضاعفات الحمل المحتملة. ومن المهم فهم هذا الأمر بشكل أفضل، حيث أن السمنة تحدث بشكل متكرر لدى النساء في سن الإنجاب. وتوضح هذه الدراسة أن الحفاظ على وزن صحي قد يحسن النتائج الصحية للأمهات والأطفال.