لماذا فضلت بعض الدول العربية اللقاح الصيني على لقاح فايزر-بيونتيك؟

تسعى بعض الدول العربية في الوقت الحالي نحو توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا المُستجد بجرعات تتناسب مع أعداد مواطنيها؛

وذلك بعد زيادة عدد حالات الإصابة المُسجلة بالفيروس وفثًا للإحصائيات المحلية وتصريحات منظمة الصحة العالمية.

بعض الدول العربية
لماذا فضلت بعض الدول العربية اللقاح الصيني على لقاح فايزر-بيونتيك؟

وعلى الرغم من اعتماد غالبية الدول خططًا واضحة لبرامج التحصين التي ستطلقها؛

إلا أنها انقسمت إلى فريقين مختلفين:

أحدهما يُفضل اللقاح الأمريكي-الألماني (فايزر-بيونتيك)، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والكويت وقطر والبحرين وعمان والأردن ولبنان وتونس.

والثاني يُفضل اللقاح الصيني (سينوفارم)، كالإمارات العربية المتحدة والمغرب ومصر.

وتأتي تلك الأنباء في الوقت الذي تعتزم فيه الصين نفسها استيراد 100 مليون جرعة من لقاح فايزر الأمريكي (تكفي لتحصين 50 مليون شخصًا من مواطنيها)؛

وقد قامت الدولة _في وقت سابق_ بتوزيع لقاح سينوفارم على مليون مواطن ضمن برنامج التحصين الطارئ الذي وافقت عليه الحكومة الصينية.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن: ما هو الفرق بين لقاح فايزر-بيونتيك ولقاح سينوفارم؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، يعتمد لقاح سينوفارم على طريقة تقليدية تتمثل في حقن جزيئات فيروسية غير نشطة تُخلق في المختبر ثم تُقتل، وهي غير معدية؛

بينما يعتمد لقاح فايزر-بيونتيك على تقنية أحدث، تتمثل في استخدام الشفرة النووية للفيروس من أجل تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة.

يقول أمجد الخولي _استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية: “هذا الفارق التقني لا يعني أن أحد اللقاحين أفضل من الآخر”.

وتصل نسبة فاعلية لقاح فايزر بيونتيك إلى 95% بحسب تصريحات الشركة المصنعة؛

بينما تصل نسبة فاعلية لقاح سينوفارم إلى 86% وفقًا لتصريحات وزارة الصحة الإماراتية، وذلك بعد انتهاء التجارب السريرية فيها.

كما أن لقاح فايزربيونتيك يجب أن يُحفظ في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر؛

بينما يمكن حفظ لقاح سينوفارم في ثلاجات عادية.ولكن لماذا تفضل بعض الدول لقاحًا بعينه دون الآخر؟

يرى الخولي أن اختيارات الدول تعتمد على أكثر من عامل؛ من بينها العامل الاقتصادي وتوفر المنتج.

ويقول: “لن يستطيع منتج واحد تغطية احتياجات العالم بأكمله، وبالتالي تلجأ الدول لأكثر من مورد طالما أن النتائج الأولية مبشرة وتؤكد سلامة اللقاح”.

بالإضافة إلى ذلك، يتطلب لقاح فايزر بنية تحتية خاصة لتوفير درجة الحرارة المناسبة لحفظه (وهو ما يتطلب تكلفة مرتفعة نسبيًا)؛

بينما لا نجد ذلك الأمر في لقاح سينوفارم.

لكن ربما تكون هناك أسباب تتعلق أيضا بسلوكيات الدول الأغنى التي سارع بعضها لاعتماد وشراء كميات كبيرة من اللقاح الأمريكي الألماني.

وكانت بريطانيا هي أول دولة تعتمد لقاح فايزر-بيونتيك، حيث طلبت من الشركة المنتجة 40 مليون جرعة تكفي لتطعيم 20 مليون شخص.

بينما طلبت الولايات المتحدة 100 مليون جرعة من اللقاح تكفي لـ 50 مليون شخص، بالإضافة إلى 200 مليون جرعة من لقاح مودرنا على الرغم من عدم حصوله على التراخيص اللازمة حتى الآن.

المصدر: شبكة BBC البريطانية

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى