لأول مرة .. دراسة تكشف أن الجنين سبب حدوث تسمم الحمل
كشفت دراسة عالمية كبيرة ولأول مرة أن بعض صفات الحمض النووي للجنين يمكن أن تزيد من خطر حدوث تسمم الحمل في الأمهات.وقد نشرت نتائج هذه الدراسة التي أجريت من قبل خبراء علم الوراثة من المملكة المتحدة وبلدان الشمال الأوروبي وآسيا الوسطى، في مجلة Nature Genetics ، وهي الدراسة الأولى من نوعها التي تظهر تأثير الحمض النووي للجنين على صحة أمه.
ويؤثر تسمم الحمل على قرابة 5٪ من حالات الحمل، ويتم تشخيصه أولياً عند التأكد من ارتفاع ضغط الدم في الأم الحامل، وعادة ما يحدث في النصف الثاني من الحمل. ويمكن أن تتطور حالة الأم بحدوث مضاعفات خطيرة بما في ذلك نوبات صرع أو حدوث السكتات الدماغية، ومشاكل في الكبد والدم، وفي بعض الحالات وفاة الأم والجنين.
وشملت الدراسة التي استمرت 5 سنوات فرق بحثية من المملكة المتحدة وأيسلندا وفنلندا والنرويج وكازاخستان وأوزبكستان. درسوا التركيب الوراثي ل 4380 طفل ولدوا لأمهات عانين من تسمم الحمل أثناء حمل هؤلاء الأطفال وقارنوا الحمض النووي مع أكثر من 300 ألف شخص صحي.
تقول الدكتور ليندا مورغان من جامعة نوتنغهام في كلية علوم الحياة، ومنسقة الدراسة : “من المسلم به لدى أطباء التوليد أن المرأة أكثر عرضة لحدوث تسمم الحمل إذا كان أحد من عائلتها قد عان منه سابقا كأمها أو إحدى إخواتها ، وقد أظهرت الأبحاث في الآونة الأخيرة أن تسمم الحمل يورث أيضا في أسر الرجال، ولقد عرفنا أيضا أن التكوين الخاطئ للمشيمة غالبا ما يحدث في تسمم الحمل ،وحيث إن جينات الطفل هي التي تنتج المشيمة فقد كان هدفنا هو محاولة إيجاد صلة بين الحمض النووي لجنين وتسمم الحمل. وجدنا أن هناك بالفعل بعض الخصائص في الحمض النووي للجنين التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل. “
وقد حددت التحاليل المعملية والتحاليل الإحصائية التي أجريت في معهد ويلكوم ترست سانجر (المملكة المتحدة) و ديكود جينيتيكش (أيسلندا) جزء معين من الحمض النووي للطفل يزيد من خطر الإصابة بحالة تسمم الحمل.
وقال الدكتور رالف ماكجينيس، الذي قاد التحليل في معهد سانجر، “لقد تم التعرف على تسمم الحمل منذ مصر القديمة واليونان على أنهما يشكلان خطرا على حياة الأمهات والأجنة، وهذه النتائج التي توصلنا إليها قد كشفت بعضا من الغموض عن سبب حدوث تسمم الحمل ، ويمكن أن تمكننا أيضا من التنبؤ بمن سيصاب مستقبلا بهذه الحالة من الأمهات.”
وقد توصل البحث إلى وجود اختلافات في الحمض النووي قريبة من الجين المسئول عن تكوين بروتين يسمى sFlt-1 مع وجود فروق جلية بين الأطفال المولودين لأمهات عانين من تسمم الحمل ومجموعة التحكم. وقد وجد أن ارتفاع مستويات إفراز هذا البروتين من المشيمة ومنها إلى مجرى الدم للأم يمكن أن يسبب أضرار للأوعية الدموية لها، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والإضرار بالكليتين والكبد والدماغ – جميع خصائص تسمم الحمل.
ويجري حاليا تحليل الحمض النووي من 4220 طفلا آخر من حالات تسمم الحمل في كازاخستان وأوزبكستان في دراسة موسعة لمعرفة ما إذا كانت نفس الاختلافات تحدث بالقرب من جين sFlt-1.
وعقب الدكتور مورغان إلى أن “بما أن حدوث تسمم الحمل في المراحل المبكرة من الحمل أثناء تكوين المشيمة، فقد كان دائما تحديد أسبا المرض تحديا كبيرا ، والآن ومع تطور فحص الجينوم وتحليل البيانات يسمح لنا للبحث عن أدلة في الحمض النووي للأم، والأب والجنين، ونحن نعتقد أنه اعتمادا على هذه الدراسة قد تتشكل طرق جديدة يمكن أن تشكل الأساس للوقاية والعلاج من تسمم الحمل في المستقبل، وتحسين نتائج الحمل للأم والطفل “.